0020
0020
previous arrow
next arrow

اعيادنا في طفولتنا كان لها نكهة لا نجدها الآن

3

وكالة الناس – هند السليم – بدايةً … عنوان مقالتي لهذا اليوم مستوحى من صورة تم نشرها من قبل احدى صديقاتي العزيزات على مواقع التواصل الاجتماعي، و عندما قرأتها تذكرت حوار دار بيني و بين احد الزملاء الإعلاميين حول مناسبة العيد ؛ و المقارنة بين اعيادنا بالماضي و الحاضر و مدى تأثر طقوسه في ظل الاحداث الراهنة التي نعاني منها.

كلما تقدم بنا الزمن نستذكر الماضي الجميل و نغوص في بحار الذكريات و يتبادر الى اذهاننا طقوس العيد في تلك الايام الخوالي و ما كان لها من نكهة و اثر في شفاء القلوب ، أما فرحة العيد في وقتنا الحاضر ليست مثل ما كانت عليه في الماضي ، فـ تجد أن الجار لا يعايد جارة و لا أقربائه و اصحابه الا عن طريق الهاتف و رسائل الجوال و الإيميل و ما شابه ذلك من وسائل العصر الحديثة و المتطورة ، التي اذهبت فرحتنا بالعيد و اجتماعنا و تزاورنا ؛ مما يراودني التساؤول …. اين المحبة و الأخوة و الالفة و الترابط ؟؟

نلاحظ ان فرحة العيد قد اختلفت عما كانت علية في الماضي ، حيث كان للعيد طعم و نكهة خاصة ، و كنا ننتظر العيد بشغف وسط فرحة تملئ القلوب اما الايام التي تسبقه فلها تحضيرات وترتيبات خاصة ، و كلما اقترب العيد نحمل ذكرياتنا القديمة معنا لتكون قصصاً للاجيال القادمة و نستذكر الماضي بحنين و شوق و نسترجع ايام كانت بحق تسمى اعياداً.

لو حاولنا البحث عن أسباب مشكلتنا السابق ذكرها نتوه و نحتار بدائرة مغلقة من المفاهيم الحالية المعقدة ، التي لها دور فعال في تغيير انماط و سلوكيات حياتنا ؛ فمن جهة الأزمة الاقتصادية الإقليمية و الدولية ، و من جهةٍ أخرى ازدياد أعداد اللاجئين بمختلف الجنسيات باعتبارهم عاملاً أساسياً مسؤولاً عن المشاكل الاقتصادية في الأردن ، بيد أن الاقتصاد الأردني يعاني من زعزعة و عدم استقرار مسبقا ، و هاذان السببان مكملان لبعضهما البعض ليؤديان لنتيجة واحدة و هي قلة الرواتب و ارتفاع الاسعار و انتشار البطالة و كثرة الفساد و الفاسدين و سرقاتهم لاموال الشعب و الوطن دون حساب او عقاب ….. و بالعامية و باللغة الشعبية استطيع القول (ما حد معه عيديه بختصر الزيارة و ما بقدر يشتري ملابس عيد يفرح ولاده ) من الممكن هذا حال اغلب الشعب الأردني الغالي.

ايضا سبب آخر مهم جدا يجب علينا الوقوف عليه مطولا الا و هو العمليات الأرهابية الظاهرة حديثاً في بلدنا الحبيب ، نجد اغلب البيوت حزينة على فراق مستشهد يدافع عن وطنه تاركاً خلفه غصة والده ووالدته و فقدان اطفاله له في العيد ، فـ تغيرت الوجوه و الإرهاب واحد …. عندما يتغير القلب نخاف ما كنا لا نخشاه ، و نحب ما كنا نخاف ان نقترب منه ، نلقي الماضي خلفنا ، بعد أن تغير كل شيء ، عندما تتغير القلوب ، يتغير الكيان بأسره ، فـ تتغير الآمال و تتغير الرؤى ، و تتبدل أشكال الناس ، لنرى الوجوه شاحبة و القلوب حزينة ، و الأحلام و الأهداف في تغير مستمر.

نتمنى من الأيام القادمة أن تحمل لنا فرحاً و سروراً يعيد بنا الذاكرة الى ذلك الزمن الجميل …. و بالنهاية ادعو لكافة العرب و المسلمين بهذا الدعاء على أمل بقادمٍ أجمل بأذن الله …..

” اللهم أصلح فساد قلوبنا و اجعلها تطمئن بذكرك و تهتدي بنورك و تحب لأجلك و تعقل آياتك و تخشع لعظمتك و تذل لقدرتك و ترضى بقضائك و تأنس بك و ترغب فيك و تشتاق اليك ” … اللهم آمين