خاف أن يُشهر إفلاسه.. فقتل طفلته الصغيرة “خنقاً”!
وكالة الناس – تعددت الأسباب.. لكن الموت واحد، والضحية أيضاً واحدة، جريمة جديدة بشعة، وظروفها ومبرراتها غريبة بقدر بشاعتها، وقعت خلال الأيام الماضية في وسط العاصمة البريطانية “لندن”، وذلك حين أقدم تاجر التحف المدعو “روبرت بيترز”، على قتل ابنته ذات السبعة أعوام فقط “خنقــاً”، باستخدام حزام فستانها، وبرر جريمته بأنه “خاف عليها من الإلم والإحباط”، بسبب أنه على وشك إعلان الإفلاس وفشل تجارته.
وفي تفاصيل هذه الجريمة البشعة التي نقلتها صحيفة “ذا تيليغراف The Telegraph” البريطانية، أن “بيترز” البالغ من العمر 56 عاماً، ويدير محلاً تجارياً مع شقيقه للتحف في حيّ “كينسينغتون” في العاصمة اللندنية، اعترف أمام المحكمة الجنائية المركزية في لندن، محكمة “أولد بيلي” أنه كان قلقاً من سوء أوضاعه المالية، وأنه على وشك إعلان إفلاسه، ولذلك أقدم على قتل طفلته “صوفيا” خنقاً بحزام فستانها، وذلك في منزلهم ضاحية “ويمبلدون” في لندن.
وبعد التحري عن أوضاع “بيترز”، وجدت المحكمة بأنه غير متأخر عن دفع أي مبلغ لأي رهن عقاري لديه، أو أي مستحقات أخرى، وأكتشفت المحكمة أيضاً، أنه يمتلك في حسابه المصرفي مبالغ مالية ليس عليها أي قيود أو مشاكل قانونية، بالإضافة إلى أنه يمتلك منزلاً يُقدر ثمنه بمليون جنيه استرليني، أي ما يزيد عن مليون و400 ألف دولار أمريكي، ما ينقض المبرر والسبب الذي قاله “بيترز” لإقدامه على هذه الجريمة بحق ابنته الصغيرة كما كان يدّعي.
وفي تفاصيل هذه الجريمة، ذكرت صحيفة “ذا تيليغراف The Telegraph”، أن “بيترز” كان قد انتظر خروج زوجته من المنزل، ليهم بعدها بإيقاظ ابنته “صوفيا” من نومها، ويقوم بلف حزام فستانها حول رقبتها، ويخنقها به لمدة زادت عن نصف ساعة، وبعد ذلك، أبلغ الشرطة وطلب منهم الحضور إلى المنزل، قائلاً لهم إنَّ “هناك جريمة قتل”، وقال إنَّ طفلاً قد قُتل، وعندما سأله رجال الشرطة عن هوية الجاني فأجاب: “أنا، أنا القاتل”.
وعندما وصل رجال الشرطة إلى المنزل، استقبلهم “بيترز” بالباب، وقال لهم وهو بكامل هدوئه: “جثتها في الطابق العلوي، لقد خنقتها”، وتابع في حديثه واعترافه الغريب: “إنَّها ابنتي، جثتها في غرفتها بالأعلى”، وحين وصل رجال الشرطة إلى غرفة “صوفيا”، كان نبضها ضعيفاً حينها وحالتها الصحية سيئة للغاية، وعلى الفور تم نقلها إلى المستشفى، ولكنَّ جسدها الغضّ لم يستطع التحمل، ووافتها المنية في اليوم التالي، على الرغم من تقديم الرعاية المركزة لها.
بعد ما حدث، تم إلقاء القبض على الجاني “روبرت بيترز”، الذي سبق له وأن تزوج ثلاث مرات من قبل، واعترف حينها للممرضة المتخصصة بالصحة العقلية، إنَّه كان قد حاول الانتحار عدة مرات خلال العام الماضي 2017، وأنَّه فكَّر في قتل زوجته وابنته منذ عدة أسابيع قبل وقوع هذه الجريمة، حتى يتجنبوا “الألم والإحباط في حال أعلن إفلاسه”، وذلك بحسب ما اعترف به.
وقال “بيترز” خلال استجواب رجلا الشرطة له أنَّ ابنته “صوفيا” استيقظت بمجرد أن وضع الحزام حول عنقها، وسألته: “ماذا تفعل؟” وقال إنَّها عانت لقرابة 20 دقيقة وهو يخنقها، وصرَّح لضباط الشرطة إنَّ هذه كانت فرصته الأخيرة لقتل ابنته، إذ كان من المقرر أن تعود إلى مدرستها الداخلية بعد إجازة منتصف الفصل الدراسي، وأضاف بأنَّه كان على علاقة بامرأةٍ أخرى في العامين ونصف الأخيرين، وأنَّه هجر بيت أسرته، ثم عاد إليهم بعدما انتهت العلاقة.
لا مشاكل مالية لدى الجاني
وادعى “بيترز” خلال الإعترافات التي أدلى بها إلى المحكمة، بأنه كان يتوقع أن يُشهر إفلاسه تماماً خلال الأشهر القليلة القادمة، وأنه خاف على زوجته وابنته من أن يفتقدوا كل شيء في حياتهم الرغيدة التي كانوا يعيشونها، إلا أن الكشف الأولي لوضع “روبرت بيترز” المالي، كان مخالفاً تماماً لما ادعاه، وأكد أنه لا يعاني من أي مشاكل مادية، وأنه ليس مديوناً لأي جهة أو أحد.
الخلاف في المحكمة .. قتل عمد أم خطأ
وخلال فحص ما بعد الوفاة لجثة الطفلة المسكينة “صوفيا”، ظهر بأنها كانت تعاني من ثقب في القلب منذ ولادتها، وأنها كانت قد عانت من “تلف بالمخ”، من الدرجة المميتة، وصرح المدعي العام “موكول شاولا كيو سي” أنه: “لا خِلاف في أن المُدَّعَى عليه “بيترز” هو من قتل ابنته “صوفيا”، وأن ما يحاول الادعاء إثباته الآن هو أَّن قتلها يُعد جريمةً قتل جنائية”، وأضاف “كيو سي”: “أما من جهة بيترز، فيزعم محامي الدفاع لديه أنَّ هذه ليست جريمة قتل عمد، بل قتل خطأ”.
وتابع المدعي العام تصريحه، إنَّه سيكون على هيئة المُحلّفين النظر في حالة بيترز العقلية، وما إن كانت عاملاً مساهماً بصورةٍ كبيرة في ما حدث، وفي قتله لابنته”، وأعلنت المحكمة أنَّه ليس هناك خلافٌ على أنَّه مصابٌ بـ”درجةٍ متوسطةٍ” من مرض الاكتئاب، إلا أنَّ المدعي العام قال إنَّ “المعاناة من حالةٍ كهذه ليست كافيةً للتقليل من حجم جريمة القتل واعتبارها قتلاً غير عمد”.
وكان “روبرت بيترز”، قد اعترف بارتكابه جريمة القتل الخطأ، لكنَّه أنكر ارتكابه جريمة قتل عمد، وكانت المحكمة قد علمت أنَّ بيترز كان خلال الشهر السابق لارتبكابه الجريمة، قد بحث عدة مرات على الإنترنت عن موضوعات “القتلة المتسلسلين”، و”معاملة قتلة الأطفال في السجن” و”جرائم القتل العمد”.