دعم: دراسة معيقات التبليغ عن العنف الأسري
وكالة الناس – ” دعم “ هي جمعية محلية ومبادرة أردنية تُعنى بتمكين المرأة ثقافيا ،اجتماعيا ،اقتصاديا وقانونيا بما يرتقي بدورها ويطور أدائها في الأسرة والمجتمع ؛ وذلك من خلال إعداد الدراسات وتنفيذ البرامج والمشاريع الداعمة لإيصال حقوقها وتحقيق حمايتها للوصول لمجتمع مدني متوازن ؛ وتؤمن “دعم” أن المرأة هي المكون الاساسي في المجتمع الاردني وتشخيص حالها هو معيار قياس التمدن فيه .
موجبات الدراســــة
تأتي هذه الدراسة المسحية في إطار جهود مركز دعم لتمكين المرأة للوقوف على معيقات تبليغ النساء عن العنف الأسري بمواجهتهن لمختلف الجهات المختصة بالعنف الأسري والعنف ضد المرأة بما يشمل الجهات الحكومية واللاحكومية وشبه الحكومية والجهات المتطوعة مؤسسات منها وأفراد ؛ ولا نستطيع فصل العنف في البيئة المنزلية عن الظروف الاقتصادية العامة التي تمر بها البلاد أوحتى عن الحالة الثقافية للبيئة حيث ارتفعت درجة خطورة الجريمة في بعض الأسرة الاردنية لا سيما بمواجهة النساء .
ويتصف العنف الأسري بأنه العنف الأكثر حساسية باعتباره يتم بين أفراد لا تربطهم العلاقة القانونية فقط بل تربطهم روابط نفسية ،اجتماعية ،اقتصادية وثقافية ذات خصوصية مما يشكل رابطا قويا قد ينعزل بأفراد الأسرة عن الوعي المجتمعي المطلوب في بعض الحالات مما يخلق بيئة مناسبة أحيانا لحدوث أفعال العنف المتكرر بمواجهة واحد أو أكثر من أفراد الأسرة ويعتمد ذلك على شخص المعتدي وثقافة وإمكانيات الباقين من أفراد الأسرة الذين يشكلون البيئة المحيطة للضحية.
يشكل سلوك الضحية وموقفها من العنف الموجه لها مكونا تفاعليا يتعاطى معه المعتدي ويتأثربه حيث أن موقف سكوت الضحية أمام العنف بمواجهتها أو اتخاذها لإجراء تحدده إمكانيات الضحية كثقافتها ؛ فثقافتها مسؤولة عن تقييمها لمستوى الخطورة وعن الاجراء المجدي في كل مرحلة من مراحل العنف وهنا تبرز خيارات أخرى للضحية كتبنيها لموقف التحاور-إن امكن – أوالإمتناع عن فعل ما أو تهديد المعتدي أو الإستنجاد بآخرين أو القيام بالتبليغ للجهات المختصة . وإن اختارت الضحية الصمت فذلك يعني تكرار العنف وبالتالي ازدياد درجته غالبا فيتطور سلوك الاعتداء من الإيذاء المعنوي أو مجرد تعبير المعتدي عن الغضب الى إيذاء الضحية جسديا.
لقد جاءت هذه الدراسة المسحية للتعرف على أهم أسباب امتناع النساء والفتيات عن التبليغ عن العنف الاسري وذلك كمبادرة من “دعم” لدراسة إمكانية الحد من هذه المعوقات ضمن جهود مؤسسية سعيا لحماية النساء من العنف الأسري .
نتائج الدراســــــة
يهدف التبليغ عموما الى الحصول على الحماية و إيقاف سلوك العنف بمعنى إحداث تأثير فوري في سلوك المعنف أو الحد منه ؛ وبنتيجة الإستبيان فإن 46% من النساء يعتقدن أن التبليغ عن العنف للجهات المختصة لن يقلل من العنف الاسري بمواجهتهن بينما تعتقد 37% منهن انه يقلل من العنف ويفيد في الحد منه .
أحيانا يتسبب البلاغ عن العنف الأسري بردة فعل معاكسة من قبل المعتدي كأن يتسبب بانتقامه من الضحية وزيادة مستوى العنف المرتكب أوقد يتسبب بإنضمام معنفين آخرين من الأسرة بمواجهتها ، وذلك جميعه وارد مالم يتم اتخاذ اجراء فعلي يعدل في ذهنية المعتدي او سلوكه كخلق لغة حوار متبادل بين الضحية والمعتدي او نقل الضحية لبيئة آمنة أوبديلة أو إتخاذ اجراءات أخرى كالمتابعة المستمرة للضحية من قبل الجهة المبلغ اليها أوتنفيذ خطط الرعاية اللاحقة ؛عدم اتخاذ هذه الإجراءات قد يتسبب لاحقا بردة فعل غير مسؤولة من المعتدي مما يجعل بعض النساء يحجمن عن التبليغ خوفا من انتقام المعتدي نتيجة التبليغ؟ وبنتيجة الإستبيان فإن 39% من النساء يعتقدن ان التبليغ للجهات المعنية سيتسبب بانتقام المعتدي مما يزيد من العنف الاسري بمواجهتهن بينما 48% لا يعتقدن ذلك .
بإمكان الضحية قبل مرحلة البلاغ الرسمي أو تقديم الشكوى أن تلجأ لشخص من داخل إطار الأسرة الممتدة أو لقريب من العائلة وذلك لغايات طلب المساعدة رغبة منها في خلق لغة حوار أوتقريب بين وجهات النظرلغايات حل الإشكال واقناع المعتدي بالعدول عن سلوك العنف أوأفعال الإيذاء بشتى درجاته دون التقدم بشكوى رسمية ؛ ويؤثر بالنتيجة مدى مهارات المتدخل بالوساطة وحجة الإقناع لديه وهذه المرحلة تعتبر مرحلة سابقة للتبليغ الرسمي عن العنف الاقل خطورة ؛ وبالدراسة المسحية تبين أن 50% من النساء يعتقدن أن الاستعانة بقريب من العائلة يقلل من العنف بمواجهتهن بينما تعتقد 32% منهن بانه لن يقلل من العنف ولن يؤثر فيه ؛ واحيانا تحجم النساء عن الاستعانة بقريب خوفا من زيادة نوع ومستوى العنف بمواجهتهن لزيادة حساسية الموقف لدى المعتدي ؛ ففي حين اعتقدت 21% من النساء ان الاستعانة بقريب من العائلة سيزيد من العنف بمواجهتهن فقد اعتقدت 56% منهن أن الإستعانة بقريب لن يزيد العنف بمواجهتهن .
قد تلجأ النساء لشخص من خارج اإطار العائلة كطلب المساعدة من شخص يتسم بالخبرة والحضور المجتمعي كمختار المنطقة أو رجل دين أو حتى مصلح من الجوار ؛ وبنتيجة الإستبيان فإن 44% من النساء يعتقدن ان الاستعانة بشخص من خارج الأسرة يقلل من العنف بواجهتهن بينما 39% منهن لا يعتقدن ذلك ؛في حين تعتقد 18% من النساء أن الاستعانة بشخص من خارج الأسرة سيزيد العنف بمواجهتهن بينما تعتقد 51% منهن أن الإستعانه به لن يزيد من العنف بمواجهتهن .
تختص العديد من مؤسسات المجتمع المدني بنبذ العنف ومنهن من أنشأ خطوطا ساخنه لتلقي الشكاوى ومتابعة الإحالات للجهات المختصة وقد تشكل هذه الخدمات حلقة ابتدائية تسبق الشكوى لدى الجهات الرسمية أوقد تكون متممه لها حسب درجة العنف ونوعه بحيث يشرف عليها اخصائيين في الشأن الأسري والنسوي لا سيما من الحقوقيين واخصائيي الإجتماع الذين قد يتدخلون بالوساطة والحوارالمهني لغايات الحد من العنف أو تحقيق الوقاية أو أحيانا التاهيل ؛ وبنتيجة الدراسة المسحية تبين أن 46% من النساء يعتقدن ان اللجوء لهيئة غير حكومية سيقلل من العنف بمواجهتهن بينما 33% منهن يعتقدن
الناشطة الحقوقية : المحامية مرام مغالسه