0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

مهاجرة مشلولة تقطع 4000 كيلومتر نحو المغرب

 نكوماريون ماري، شابة كاميرونية لم تمنعها إصابتها بشلل نصفي من ركوب موجة الهجرة غير النظامية، متحملة أعباء عبور مسافة أربعة آلاف كيلومتر، في رحلة دامت أسبوعين. 

وتقول ماري، البالغة من العمر 31 سنة، في حديثها، إن الرحلة لم تكن بالنسبة إليها لحظة فرح، بقدر ما كان عنوانها التعب والجوع والعطش، مبرزة أنها استطاعت أن تؤمن نفقات الرحلة بفضل مساعدة مالية من صديقة لها مقيمة بأوروبا، إضافة إلى ما وفرته بطريقتها طيلة سنة قبل مغادرة بلادها الكاميرون.

وتوضح أنها خاضت هذه المغامرة بصحبة مجموعة من الأصدقاء الذين ساعدوها كثيرا في الرحلة، أثناء عبور حدود بعض الدول، مشيرة إلى أن مغربيا التقته في الجزائر، هو من أقلها على متن سيارته نحو المغرب.

  

وتروي ماري أنها خلفت ورائها طفلا لم يتجاوز سنه 10 سنوات يعيش تحت كنف والدتها العجوز في إحدى القرى النائية بوسط الكاميرون، وأن والد الطفل تخلى عنهما بمبرر أنها معاقة، وهي إعاقة تقول إنها أصيبت بها في ربيعها الخامس بسبب حرمانها من التلقيح الطبي ضد الشلل.

وتعيش ماري الآن في مخيم بلاستيكي بإحدى غابات وجدة (شرق المغرب) المجاورة للحدود الجزائرية، وأبرز ما حققته حتى الآن هو الحصول على كرسي متحرك جديد من طرف ‘جمعية شرق غرب’، التي تعمل في مجال رعاية المهاجرين، وهي تتحرك على متن هذا الكرسي لتتسول قوتها اليومي من المحسنين. 

وقال الناشط الحقوقي حسن عماري في تصريح  إن ماري من الحالات التي تعبر عن الوضع التراجيدي الذي يعيشه المهاجرون المنحدرون من جنوب صحراء الساحل، والذين يعيشون في وضع صعب، ويعانون من ظروف الحر صيفا والبرد القارس شتاء، وخاصة فئة الأطفال والنساء.

وذكر عماري أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالمغرب قبلت مبدئيا بمنح ماري حق اللجوء، ولكنها لم تحصل عليه حتى الآن.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب تحول في العقد الأخير من منطقة عبور للمهاجرين غير النظاميين الى بلد للإقامة والاستقرار، وتشير تقارير بعض الجمعيات العاملة في مجال الهجرة إلى أن عدد المهاجرين غير النظاميين في المغرب تجاوز 20 ألفا، يتوزعون على كبريات المدن المغربية في انتظار فرصة تحقيق حلمهم للعبور نحو الفردوس الأوروبي.

في حين تؤكد الجهات الرسمية المغربية أن هذه الأرقام التي تداولتها وسائل الإعلام غير صحيحة.