من دائرة نتنياهو: دعوة للتهجير واللاعودة
من دائرة نتنياهو: دعوة للتهجير واللاعودة
راتب عبابنه
تقديم :
هذه ترجمة مقالة لكاتبها إيرل كوكس ( Earl Cox ) والمنشورة بموقع جريدة جيروزاليم بوست الإسرائيلية بتاريخ 16/5/2013 وتحت عنوان ” دولة عربية فلسطينية / شعب عربي فلسطيني؟ لم يكونا موجودان! ” والكاتب عمل صحفيا بمواقع متقدمة مع أربعة رؤساء لأمريكا ومعروف بدعمه وتأييده الواضح لإسرائيل مما جعل نتنياهو يعينه سفيرا للنوايا الحسنة لإسرائيل لدى المجتمعات اليهودية والمسيحية حول العالم. وقد أسماه إيهود أولمرت صوت إسرائيل بأميريكا.
مقدمة :
الكاتب من الأصوات الكثيرة التي اعتدنا عليها بالولايات المتحدة، والتي تتسابق للدفاع عن اسرائيل ويهوديتها وحقها بالوجود إلى جانب إنكار حق الفلسطينيين بالوجود على أرضهم وإنكار تاريخية ملكيتهم الشرعية لأرض فلسطين. ويصور هذا الكاتب الفلسطينيين أنهم قدموا من الدول المجاورة مثل الأردن ومصر. وذلك تأكيد من وجهة نظر الكاتب أن الفلسطينين ليسوا أصحابا شرعيين لفلسطين، كما أن ذلك إيحاء بوجوب عودتهم من حيث جاءوا. وهذه العقيدة لمثل هؤلاء ليست بالجديدة ولا الغريبة وهي دعوة غير مباشرة للتهجير والتوطين الذي نحاربه ودعوة للوطن البديل الذي يحارب الصهاينة من أجل جعله حقيقة على حساب الأردن بالمقام الأول.
ويدعو الكاتب العالم للإستسلام والإبتعاد عن فكرة إقامة دولتين طالما أن العرب لا يعترفون بيهودية اسرائيل وحقها بالوجود. ويؤكد كذلك على أن الشعب اليهودي عاد لأرضه التي كانت أرض مستنقعات مهملة وحسنها وبنى عليها مجتمعات مزدهرة أسسها أجدادهم.
لقد قفز الكاتب بتصهينه عن أن اليهود قد اغتصبوا أرض فلسطين العربية وجاءوا من كل أصقاع الأرض ومن أمم مختلفة ويتكلمون لغات مختلفة ليقيموا وطنا بمساعدة بريطانيا التي أدركت مدى خطورة اليهود والصهاينة بالذات على الدولة البريطانية. وقد استغلت برطانيا العظمى الضعف العربي والتشرذم وتهالك الإمبرطورية العثمانية فوجدت الفرصة سانحة لترضي صلف اليهود وبنفس الوقت تتخلص منهم أو تحد من قبضتهم وتغولهم على مفاصل المجتمع البريطاني.
ونوجه دعوة ورجاءا لدارسي التاريخ والخبراء والقانونيين والأكاديمين بالرد على المتصهينين وقالبي الحقائق ومزوري التاريخ، حتى لا يعلو صوتهم على صوت الحق. والعرب الأمريكان هم في مقدمة المدعوين لسهولة وصولهم للإعلام والرأي العام العالمي وللحرية التي يتمتعون بها هناك ولاطلاعهم على ما يكتب ويقال ويحاك بالوسائل الإعلامية الأمريكية.
وإليكم الترجمة الكاملة للمقال :
دولة عربية فلسطينية / شعب عربي فلسطيني؟ لم يكونا موجودان!
تمارس ضغوط من كافة الجوانب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومن قبل إدارة أوباما بشكل خاص. وذلك لاستئناف محادثات السلام وتسليم يهودا والسامرة لدولة فلسطينية. هذه المناشدات تأتي مغلفة بجهل متعمد بعدم وجود شعب عربي فلسطيني في الواقع، والعرب الذين يقدمون المطالب لا يهتموا للأرض والسلام بقدر ما يهتموا بعدم حق اسرائيل بالوجود. دعونا نكون واضحين. الحقائق الأربعة التالية تضفي الوضوح على ما خيمت عليه السياسة والعاطفة.
الحقيقه رقم 1 : لا يوجد شيء اسمه عربي ” فلسطيني”. قبل قيام الدولة الاسرائيلية عام 1948، إسم ” فلسطيني” كان يعني شخص يهودي يعيش بتلك الأرض، وليس عربيا. كلمة فلسطيني أصبحت مرتبطة بالعرب فقط مؤخرا، (وذلك) عندما خلق ياسرعرفات بشكل مصطنع ما يسمى الشعب العربي الفلسطيني إذ الكثير منهم جاء من دول مجاورة مثل الأردن ومصر حيث أقاربهم. بحلول علم 1948 عاد ما يكفي من الشعب اليهودي للأرض لإقامة دولة اسرائيل اليهودية الحديثة. لذا على العالم كافة أن يعلم أن لا وجود لـ “دولة عربية فلسطينية”، ولا لشعب “عربي فلسطيني”. وعليهم أن يعلموا أن كل العرب القاطنين بالأراضي الاسرائيلية قد جاءوا من الدول العربية المجاورة.
الحقيقه رقم 2 : لا فرصة للسلام دون الإعتراف بحق اسرائيل بالوجود. إسرائيل عرضت ثلاث مرات على الأقل نحو 97% من يهودا والسامرة (الضفة الغربية) للعرب. وبكل مرة كان العرب يرفضون. ويخلص نتنياهو للقول أن الصراع العربي الاسرائيلي ليس على العقار (الأرض) ، لكنه بالأحرى على الحق الواضح للدولة اليهودية في الوجود. ويؤكد (نتنياهو) “إنه (صراع) حول وجودنا ضمن أية حدود على الإطلاق.”
الحقيقه رقم 3: لقد قام المستوطنون اليهود بتحسين أرضهم التقليدية بيهودا والسامرة. يدعي العرب أن اليهود سرقوا أرضهم، بينما في الحقيقة الشعب اليهودي الذي بنى بيوتا جميلة ومجتمعات مزدهرة بالمناطق التي تعرف بيهودا والسامرة، هو ببساطة من أعاد بناء قرى وبلدات أجداده. المجتمع الدولي يدعو هؤلاء المستوطنين “محتلين”، ويدينهم بأنهم يشكلون عقبات أمام السلام باستيلائهم على الأرض التي تعود لما يسمى “الفلسطينيون العرب.” ويتعامون بشكل واضح عن حقيقة عدم وجود دولة “عربية فلسطينية” على الأرض. الفكره الأصلية لدولة ” عربية فلسطينية ” برزت فقط بعام 1993 مع إتفاقيات أوسلو. قبل ذلك كانت الأرض بالأساس أرض مستنقعات غير مطوره حتى بدأ الشعب اليهودي بالعودة للأرض حوالي العام 1900 ضمن الحركة الصهيونية.
الحقيقه رقم 4: لا يمكن تحقيق سلام حقيقي ودائم بين العرب وإسرائيل إلا إذا وافق العرب على أن يكونوا شريكا شرعيا من أجل السلام. وقد أشار نتنياهو لخطاب حماس المعادي إلى جانب جهود محمود عباس زعيم “الفلسطينين العرب” للتصالح مع المجموعة الإرهابية كسبب رئيسي أن هكذا سلام ببساطة ليس ممكنا. الصيف الماضي في غزة خاطب خالد مشعل زعيم حماس ألوف الغزاويين معلنا أن “فلسطين هي أرضنا وشعبنا، من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر الأردن، من الشمال للجنوب، ولن نتنازل عن بوصة واحدة منها.” ومضى ليصر على أن الجهود السياسية والدبلوماسية والقانونية لتحقيق السيطرة على الأرض ” يجب أن تقترن بالعنف.” وأكد أن كافة الأساليب اللاعنفية هي ” بلا معنى.”
من الواضح أن أولئك الذين يطلقون على أنفسهم ” عرب فلسطينيون ” يريدون أن يأخذوا ويأخذوا دون الإستعداد ليعطوا. وبدون شريك سلام عقلاني وواقعي وعادل، فإن أي عقل راشد يجب أن يفهم أنه لا يوجد أمل للتوصل إلى حل ناجح وسلمي بقيام دولتيين، الشيء الذي يجعل ببساطة من ستمرارية محادثات السلام مضيعة للوقت ” بدون معنى .” انتهت الترجمة.
ababneh1958@yahoo.com