مآذن القدس
لعن الله الصهاينة
في كل تكبيرة تغيب
وعن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (يعجب ربك عز وجل من راعي غنم في رأس شظية، بجبل يؤذن للصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل: أنظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة)(
وهذا فضل ما بعده فضل وثواب وهكذا إحتجّ المسلمون في حواضرهم وبواديهم ومخيّماتهم وفي اماكن تواجدهم على ظهر البسيطة وارتفعت التكبيرات من فوق الكنائس بيوت الله ومن فوق أسطح بيوت القدس العتيقة لتصم آذان الحكّام اليهود قولا فقط والغارقون في معصية الله ودماء الأطفال الفلسطينيّون في كلِّ مكان
وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 أقرت اللجنة الوزارية الخاصة بالتشريعات مشروع قانون يمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس والمناطق القريبة من المستوطنات وداخل أراضي فلسطين عام 1948، وذلك تمهيدا لعرضه على الكنيست لمناقشته والمصادقة عليه في ثلاث قراءات حتى يصبح قانونا واجب النفاذ.
وأعلن رئيس الحكومة نتنياهو -الذي أخفق في تمرير قانون مماثل في لجنة التشريعات 2011- تأييده للمشروع قائلا: “لا أستطيع أن أعدّ كم مرة توجه إلي مواطنون من جميع الشرائح وجميع الأديان واشتكوا من الضجيج والمعاناة التي يعيشونها”. وأضاف أن إسرائيل ملتزمة بحماية من يعانون من الضجيج الذي تسببه مكبرات الصوت رغم أنها “دولة تحترم حرية العبادة لأبناء جميع الأديان”.
وهكذا يتبجح ويتحجّج رئيس الحكومة الإسرائيليّة بشكاوي الناس ومنع مخالفات الضجيج وجودة البيئة بينما هي خطوة اخرى على طريق التهويد وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وهي من حقوقه في حريّة عبادته .
ولكن عبارات الإستنكار الحجولة التي تصدر عن بعض الحكّام العرب والمسلمين لا تفي بأيِّ غرض فنحن لا نطلب منهم ان يُعلنوا الحرب على اسرائيل فالأقصى بأيديهم فقد يقولون لأيِّ زعيم منهم وانت مالك , ونحن لا نريد ان يواجهوا اي إحراج او كسوفا .
ولا نريد منهم ان يحملوا عتبا على حكّام اسرائيل او ملامة لهم فهم يعيشون أيّاما عصيبة بعد فقدانهم لأحد زعاماتهم ورئيسهم السابق شمعون بيريز .
ولا نريدهم ان يُزعجوا مناماتهم فليلهم طويل في التوقيت الشتوي ولديهم من الأعمال الإداريّة لقيادة شعوبهم الشيئ الكثير .
ولكنّنا نريد من بعضهم أن ينظروا لما تفعله اسرائيل بجديّة اكثر ان يملئوا العالم والأمم المتّحدة صراخا لكشف الكيان الصهيوني على حقيقته .
ولا ننسى دور الجيش العربي الأردني وتضحياته من أجل فلسطين وإعمار مسجد الصخرة المشرّفة والأماكن المقدّسة الأخرى وقد يكون في مخطط الصهاينة ان يبقوا على الآذان في المسجد اللأقصى فقط لكي يسهُل عليهم مستقبلا التقسيم المكاني والزماني بين المسلمين واليهود ولكي يكون العرب حكّاما وشعوبا قاب قوسين او ادنى من الموافقة على يهوديّة الدولة وأيّْ شروط تمليها الدولة العبريّة عليها . وأمّا الشعور يالإحباط فكان من الشعوب العربيّة والإسلامية التي لم تخرج لتحرق الأخضر واليابس على هذه البسيطة لكي تعلن احتجاجها هي والمؤمنون المسيحيّون عن عدم رضاهم عن ما تقوم به المجموعة الضالّة من اتباع الديانة اليهوديّة الذين قد لآ يزيد عدد اتباعهم عن خمسة عشر مليون نسمة مقابل المليارات من المؤمنين بالرغم من احترام المؤمنون لجميع الديانات السماويّة وكم هي المحبّة تتجلّى ونحن نرى الكنائس والبطاركة والرهبان وهم يؤذِّنون الله أكبر الله اكبر اشهد ان لا إله إلاّ الله واشهد ان محمّدا رسول الله حيّا على الصلاة حيّا على الفلاح الله اكبر الله اكبر وذلك لتضامن الأخوة المسيحيّون مع اخوانهم المسلمون في وجه الحقد الصهيوني البعيد عن تعاليم العهد القديم وجميع الكتب السماويّة .
وكانت وقفة المقدسيّون الموحدة في تحويل اسطح منازلهم الى مآذن لتصدح الله اكبر بصوت واحد تعيد فينا نبرة بلال ابن رباح رضي الله عنه عندما كان صوته يصل عنان السماء مناديا المسلمين للصلاة او للجهاد وكان بلال أول من أذَّن للصلاة، وهو مؤذِّن الرسول؛ عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله: “نعم المرء بلال، هو سيد المؤذنين، ولا يتبعه إلا مؤذن، والمؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة”.
ولكن اين وِقفة المسلمين جميعا لنصرة الأقصى وإعلاء صوت الآذان في بيوت الله الذي روت عنه قصصا لنشأته ومنها عن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه قال: “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد همَّ بالبوق، وأمر بالناقوس فنحت، فأرى عبد الله بن زيد في المنام، قال: رأيت رجلاً عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً، فقلت له: يا عبد الله تبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قلت: أنادي به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على خيرٍ من ذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمد رسول الله، حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: فخرج عبد الله بن زيد حتى أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخبره بما رأى، قال: يا رسول الله رأيت رجلاً عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً، فقص عليه الخبر، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إن صاحبكم قد رأى رؤيا، فاخرج مع بلال إلى المسجد فألقها عليه، وليناد بلالٌ؛ فإنه أندى صوتاً منك))، قال: فخرجت مع بلالٍ إلى المسجد فجعلت ألقيها عليه وهو ينادي بها، قال: فسمع عمر بن الخطاب بالصوت فخرج فقال: يا رسول الله، والله لقد رأيت مثل الذي رأى، فقال أبو عبيد فأخبرني أبو بكر الحكمي أن عبد الله بن زيد الأنصاري قال في ذلك:
أحمد الله ذا الجلال وذا الإكـ رام حمداً على الأذان كثيراً
إذ أتاني به البشير من اللــ ـه فأكرم به لدي بشيراً
في ليالٍ والى بهن ثــلاث كلما جاء زادني توقيراً”
وأما زيادة (الصلاة خير من النوم) فقد قالها بلال – رضي الله عنه -، وأقره عليها النبي – صلى الله عليه وسلم -، فعن بلالٍ – رضي الله عنه – “أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – يؤذنه بصلاة الفجر فقيل: هو نائم، فقال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك”.
وهذا هو تاريخ هذا الأذان الذي ما زال يشنف آذاننا والله أعلم، وهو نعمة نسأل الله أن يعيننا على شكرها وحمايتها وهذا الآذان يسد آذان الصهاينة كما انّه يغلق قلوبهم عن رحمة الله فلعنهم الله مع كل تكبيرة تغيب بسبب قراراتهم وعنجهيّتهم وكرههم للأديان السماويّة.
والحمد لله رب العالمين
أحمد محمود سعيد