0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

القضاء الاردني بحاجة الى اصلاح

القضاء الاردني بحاجة الى اصلاح
لا اقصد هنا ان القضاء الاردني لا سمح الله يشوبه الفساد ونرغب في معالجته ولكنني اعني ان القضاء الاردني حسن وجيد والشعب يطمح لتحسين الحسن وتجييد الجيد كون القضاء يعتبر اساسا سليما لبناء نهضوي متين فالقاضي يشبه الى حد كبير الطبيب لان الطبيب البارع يتميز بتشخيصه الدقيق للمرض ووصفه الصحيح للعلاج والوطن يشبه الى حد كبير جسم الانسان والذي قد يتعرض خلال حياته لامراض متعددة ومتنوعة ويأتي هنا دور القاضي البارع في تشخيص تلك الامراض من خلال المهارة في التحقيق ويتبع ذلك الحكم الصحيح والمناسب والذي يوازي العلاج وبهذه الطريقة نضمن المحافظة على ذلك الجسم واستمراره بدون امراض لفترات زمنية طويلة اما اذا كان القاضي لا يمتلك التشخيص الدقيق فانه بالتالي لن يتمكن من معالجة ذلك المرض ووصف العلاج المناسب له وهذا سيؤدي الى تطور الحالة المرضية وتفشي توابع ذلك المرض فالفساد في الاردن عندما ولد كان مولودا رضيعا صغير الحجم لو تم تشخيصه بشكل جيد ومعالجته لما تمكن من النمو التدريجي ولما تفشى واصبح مرضا عضالا يصعب شفائه وعليه فانه يتوجب على دولة رئيس الوزراء ان يعتني ويهتم بالجهاز القضائي لما لهذا الجهاز من دور وطني واساس لجميع اشكال التقدم واعني بالاهتمام هنا هو ان يحافظ دولة الرئيس على استقلالية القضاء وعدم السماح للسلطات التنفيذية والاجهزة التابعة لها بالتدخل والتغول في سير العملية القضائية فكم من القضاة الاخيار والشرفاء تم اقصائهم وتحطيم مستقبلهم الوظيفي جراء قيامهم بواجباتهم على اكمل وجه مما عرضهم للمتابعة وملاحقة ذلك المصير والحتف لهم وعليه فانني ادعو دولة الرئيس لكي يعتني بالقضاة ويؤمن لهم الحماية التي تكفل لهم حرية القيام بواجباتهم بعدالة ونزاهة افضل من ان تقوم الحكومة بتمويل وتنفيذ برنامج قضاة المستقبل والتي لا اعتقد انها كانت خطوة ايجابية لان مواصفات القاضي العادل لا تعتمد بشكل كامل على علامة الثانوية العامة فقط فهنالك عوامل اخرى عديدة لا يمكن لنا تحديدها بشكل دقيق في تلك الفترة العمرية والتي يتم اختيار قضاة المستقبل عندها يضاف الى ذلك ضرورة رفع سن القاضي لما فوق الثلاثون عاما حتى نضمن تمتع ذلك القاضي بخبرات شمولية متنوعة قبل ان نمكنه من التحكم في مصير الاشخاص والممتلكات
ان احد اهم مشاكل القضاء الاردني هو النقص الحاد في عدد القضاة والذي يوجب على الحكومة ان تنتبه الى هذه القضية وتوليها جل اهتمامها كون احد اهم اسباب تعطيل القضايا ومكوثها سنوات عديدة في المستودعات القضائية يعود لقلة عدد القضاة وعدم تمكن القاضي من الاطلاع ودراسة ومتابعة اعداد القضايا المهول ولعل سلم الرواتب المخصص بالقضاة لا يليق بهذه المهنة ولا يحفز القدرات الذهنية والفكرية لدى القضاة فهم منشغلون بالتفكير في مستقبلهم ومستقبل ابنائهم لانهم يعيشون حالة الكفاف كقضاة لذلك يتوجب على الحكومة ان تعتني بهذه الشريحة وتميز دخولها وتهيئ لها سبل الراحة حتى تتمكن من القيام بواجباتها على اكمل وجه ويبقى علينا ان نشير الى قضية هامة جدا وهي كيفية اختيار قادة الجهاز القضائي والتي نرجو من الحكومة ان تعيد النظر فيها كونها غير عادلة وغير مرضية للقضاة انفسهم وتقف سدا منيعا امام تمسك القاضي العادل وقيامه بواجباته الوطنية القضائية كما يجب فلا نريد لسياسة العصا والجزرة ان تشهر في وجه القضاة لان هذه السياسة فاشلة وبعيدة كل البعد عن العدالة والنظرة الوطنية الثاقبة وبغير معالجة تلك الملاحظات فلن نتمكن لا من محاربة الفساد ولا من تحقيق العدالة ولا من انجاز القضايا باسرع وقت وسنبقى نهرول ضمن دائرة من الحفر والمستنقعات سياجها الفساد والبيروقراطية والظلم و تعلوها غيوم داكنة سوداء تحجب اشعة الشمس وضوء القمر وهذا الاستمرار لن يمكننا من الخروج الى النور والذي يطمح له وينادي به عموم الشعب وعموم الاطياف السياسية في الاردن الصامتة والمتكلمة سائلا العلي القدير ان يرزقنا قضاءا مستقلا بعيدا عن اقتحام السياسة والامن والتدخلات الاخرى حتى نتمكن من تحقيق الحياة الكريمة والعدالة للمواطن الاردني انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين