0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

اشلح وأربح

اشلح واربح
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة “شلح الملابس” كتعبير عن رفض تصرف حكومي أو سلوك دولي أو ” ولدنة” مسؤول يشغل منصب حساس، وقد يكون ” الشلح” بغية توصيل رسالة يتم كتابتها على ذاك الجسم العاري ، فإذا كان الجسم العاري الذي تكتب عليه الرسالة جسماً أنثوياً تجد أن وسائل الإعلام غالت في نشر الخبر وتجد أن هنالك الملايين من المشاهدات لذلك الخبر وأكاد أجزم أن الشلح هنا كان مخطط له بدقه وهناك نيه مبيته ومدبرة بليل للشلح… وبالتالي من شلح فقد ربح عدد كبير من المتابعين والمعجبين في مضمون الرسالة المكتوبة على الجسد العاري في الدول الغربية وإعجاب في مظهر الجسم العاري نفسه عند المحترمين العرب ، أما في الأردن فلقد حدث أكثر من مرة أن عبر بعض المحتجين عن غضبهم بنزع ملابسهم احتجاجاً على بعض القرارات التي اتخذت بحقهم ولكن دون أن يكون هناك نية مبيتة ومدبرة بليل “للشلح” وإنما كان “الشلح” هو ردة فعل لشخص ” قبعت معه” ووصلت معه الأمور لحد لا يمكن “للشالح” أن يستوعبه فطبق دون وعي منه القول الدارج ” أشلح ثوبي وأقعد عليه ” أو ” لا تخليني أطلع من ثوبي” كدليل أن الأمور وصلت لحد لا يمكن تحمله، ولكن حالات التعري كدليل على الغضب والاحتجاج في الأردن لم تحضَ بمشاهدات كثيرة ولم يلتفت لها أحد وذلك لسببين أولهما ببساطة إن “عصاقيل” عقله الأردني ليست كسيقان علياء المصرية وأمينة التونسية وهاله السورية ، إن “عقله الأردني عندما “شلح” ملابسه أبقى على “الفانيله والسروال” حيث أن خجله ومروءته منعته أن ينزع كامل ملابسه كما فعلت الفتيات المحتجات المتعريات، كما أن صدر عقله الأردني ضاق بما يحمله من هموم فتصرف تصرف لا إرادي في تعريه، بينما صدر المتعريات الرحب نقل الرسالة كاملة.
عزيزي القارئ
إن للملابس لغة مثل لغة الجسد قد يفهم منها المراقبون والمتطفلون والمخبرون أشياء كثيرة فحذارِ أن تنزع أي قطعة من ملابسك التي اعتدت أن تلبسها فقد يفسر ذلك بغير مصلحتك فإذا كنت محترفي لبس الشماغ وموهوب في إتقان جميع لفاته فاحذر أن تنزعه عن رأسك فجأة وأن تتوقف عن لبسه وخصوصاً في الجاهات والعطوات والجنازات وغيرها من مظاهر الكذب على اللحى فقد يفسر ذلك على أنك لم تعد تؤمن بادينصورات وبالعادات والتقاليد وإنك صرت تشمئز من العشائرية وبالتالي قد يأتيك ديناصور عشيرتك الأعلى ليوبخك ويقول لك ” ولك مش عيب عليك تفرع؟البس على راسك بلاش أقل قيمتك”.
أما إذا قررت أن تنزع فقط العقال واكتفيت بلبس الشماغ وحده فعندها ستجد نظرات الاستغراب تلاحقك وعيون المخبرين تتفحص وتتمحص في وجهك وتترقب أن ” تنبز” لحيتك أو يقصر ثوبك لفوق “جراباتك” حتى تتأكد شكوكهم بأنك صرت سلفي أو متشدد إسلامي كل ذلك لأنك تخليت عن لبس العقال وأبقيت فقط الشماغ.
إما إذا كان لك باع طويل في لبس البدلات ولك C.V مليئة بالدورات وورشات العمل للقادة المحترفين في لف الربطات على أحدث الستايلات وقمت بنزع الربطه ولم تعد تلبسها على بدلتك فقد يثير الشكوك لدى المتشددين الإسلاميين أنك أصبحت شيعي وإنك بذلك تكون تقيدت بأحمد نجاد وأصبح لك في هذا التصرف فكر أحمد نجاد ونزعة حزب الله.
أما أنا سأنزع قبعتي ليس احتراماً كما اعتاد أن يفسر نزع القبعه وإنما سأنزعها حداداً على بلدي الذي قضى نحبه وسقط شهيداً على يد الفاسدين والمتنفذين والمتعجرفين وسماسرة المال العام وعلى يد مجلس النواب والوزراء وكتائب الأحرار والكفار والأشرار والثوار ممن يدعون أنهم في بلدي هم فقط الأخيار سأنزع قبعتي حداداً وسأقف كل يوم ساعات طوال على قبر وطني وأضع باقة من الشيح والقيصوم والدفلى على ذاك القبر وأدعو ربي وأقول ” اللهم يا من تحيي العظام وهي رميم احيي المروءة والشهامة وحب الأوطان في قلب كل مسؤول وانزع البركة في مال وحياة كل فاسد لطخت يداه في دماء هذا الوطن وكان سبباً في ضياعه اللهم آمين يا رب العالمين”
الفاتحه عن روح الوطن
د. ماجد احمد عبد الرحيم الحياري