هل نشهد برلمانا بمستوى الطموح
بوجود اكثر من 57% من النواب يدخلون المجلس لأول مرة وعودة عدد من النواب السابقين المتمرسين في الاداء النيابي وفشل نحو 58 نائبا سابقا يرى المراقبون والمختصون في الشؤون النيابية ان مشهد التنافس على رئاسة المجلس وعضوية المجلس الدائم يكتنفه الغموض ولا يتوقعون ان تكون سهلة كما حصل في انتخابات المجلس السابق . وزاد من غموض التوقعات الأمر الملكي السامي بتأجيل موعد افتتاح مجلس الامة الى اليوم السابع من شهر تشرين ثاني المقبل الذي فسره البعض بدفعة ملكية على أمل ان يتحسن اداء المجلس حيث اسهم المجلس السابق بتراجع شعبيته الى ادنى مستوى ما يمنح اعضاء المجلس وبخاصة من يطمحون بكرسي الرئاسة وقتا مناسبا لاجراء المشاورات وتشكيل الكتل النيابية على اسس تعزز من دور المجلس في ادارة شؤون الدولة الاردنية وتسهم في احداث نكهة جديدة على أمل اعادة الثقة الشعبية بدور السلطة التشريعية . وبالتدقيق في الاسماء التي اعلنت نيتها خوض انتخابات الرئاسة حيث تزاحم غير مألوف يرى البعض ان هناك تكتيكا من قبل قوى نيابية بدات العمل مبكرا باسلوب انتخابات المجلس السابق بهدف اضعاف راغبين بالترشح لهم حضورهم الشعبي ووسط النخب السياسية ويخشون ان يتمكنوا من استقطاب عدد كبير من النواب الجدد . ابرز الكتل التي اعلنت عن تشكيلها مبكرا هي كتلة التحالف الوطني للاصلاح ( 15 ) عضوا والتي اعلنت رسميا ترشيح البرلماني العريق الدكتور عبد الله العكايلة لمنصب رئاسة المجلس وقد بدأت مشوارتها مع مختلف القوى النيابية جماعات وأفراد والتوقعات ان تكون اقوى كتلة في حال ان انضم اليه النواب المسيسيين . ان وصول الدكتور العكايلة الى قمة هرم مجلس النواب الثامن عشر سيحقق من وجهة نظرهم مجموعة من المكتسبات التي يتصدرها اداء نيابي بالمستوى المطلوب الى جانب ان ذلك يعزز من مكانة الاردن دوليا بوصول احد اقطاب المعارضة الى هذا الموقع بالاضافة الى ان ذلك سيسهم الى حد كبير بتحفيف تراجع حدة المعارضة داخل المجلس من اجل المعارضة . شهر وايام معدودة تفصلنا عن الموعد الذي حددته الارادة الملكية السامية لافتتاح مجلس الأمة الثامن عشر وهي بحق فرصة لاعادة ترتيب الأوراق النيابية ليلمس المواطن الاردني اهمية السلطة التشريعية في مسيرة الاردن الاصلاحية .
ماجد القرعان