ألنصرة فريضة
ألنّصرة فريضة
عباس عواد موسى
ها هم الإستشهاديون يرتدون الأحزمة الناسفة , وتنتظرهم العربات المفخخة , في الشآم , يقدمون إليها من كل بقاع الأرض لوضع حدّ للأمم المتكالبة . فالأمن النصيري لا فائدة مرجوّة منه للإستعمار بعد مجازر بانياس , ولن يفلح في إقامة دولة علَويّة وحبذا لو يعرف المجرمون ما سيحلّ بهم .
هذه الكلمات أقرأها منشورة بشكل أو بآخر ويتناقلها مسلمو البلقان , الذين فاخر النظام السوري باعتقاله للمجاهد جافيت خاليتي في السابع عشر من نوفمبر عام 2005 . ولربما أن صديقاه عظيم صوليا وريفا خاكسنيجاج ألمقربان من رئيس الوزراء الكوسوفي هاشم تاتشي يسعيان لتذكير الألبان به وبفعلة النظام البشاري الذي نفذ اتفاقية أبيه مع المقبور الخميني من مجيئه للسلطة وخطّط لإسقاط نظام العراق واستبداله بما يحقق المشروع الصفوي معتمداً على الخلافات العربية العربية وتشتيت رؤى العالم الإسلامي خاصة بعد نجاح طهران في جلب المستعمرين الجدد لأفغانستان مسخّرة الشيعة هناك لخدمتهم أيضاً .
كان جمائيل الحسني أول مسلم يحاكَم في مقدونيا بتهمة الإرهاب , تلاه إلياس جمعة الشيخ في أواسط تسعينيات القرن المنصرم وبعدهما بسنوات ثلاث اعتقل الأمن ليريم اليعقوب فيما قضى رمضان شيت بعد ملاحقة مريبة في معركة خاضها ومجهولين من أتباعه أطلق عليها إسم المعركة الجبليّة . والوحيد المعروف من أتباعه حالياً هو علي شكري ألمصنف بأخطر إرهابيي جنوب الشرق الأوروبي.
تم تصنيفه كذلك بعد حادثة البحيرة الحديدية قرب اُسميليكوفيتش والتي قُتل فيها خمسة مقدونيين بعد تباهي وسائل الإعلام بأن النظام السوري اعترف بمقدونيا تحت إسمها الدستوري . رغم أن إسمه لم يرد في لائحة الإتهام التي ضمت خمسة أسماء ألأخوان إفريم وحكيم إسماعيلوفيتش 32 و27 سنة , فوزي عزيري 54 سنة , رامي السعدي 24 سنة وخليل الدميري 27 سنة . إثنان منهم معتقلان حاليّاً في كوسوفا بعد ضبط السلطات أسلحة وقنابل في منزلٍ كانا يقيمان فيه بعد فرارهما وهما إفريم إسماعيلوفيتش وخليل الدميري .
ويرى البروفيسور ميروسلاف تودوروفسكي ألخبير الأمني والإستخباراتي أن هؤلاء يعملون على تطبيق خطة من أربع نقاط هي :
1- إنشاء قاعدة لمجتمع مسلم .
2- نشر الدين الإسلامي .
3- بناء المساجد وإقامة المدارس الدينية .
4- تنشئة الشباب المسلم بما يمكنهم من القيام بنشر الدين وإعدادهم للجهاد .
ألطّريقة والوردة الحمراء والسلفيون هي أخطر الجماعات في مثلث البوسنة ومقدونيا وبلغاريا , وتضم في صفوفها محاربين سابقين في جيش تحرير كوسوفا وجيش البوسنة الإسلامي . ولهم امتداد في جمهوريات صربيا وكرواتيا و مونتينيغرو وألبانيا . يستفيدون من بؤر التوتر والنزاعات هناك وتسهل حركتهم من وإلى المناطق التي تخدمهم . وهم الآن يشجعون على الجهاد ضد النظام الفاجر في الشام المسلمة وإسم علي شكري ورد على رأس قائمة سرية يعمل على إرسال المجاهدين .
ألأنظمة المؤيدة لتهميش السنة في الغرب البلقاني بتوجيه من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تتهم السعودية بدعم هذه الجماعات , وتؤلب الغرب والولايات المتحدة عليها . ولكن هذه الجماعات تؤكد أن لا علاقة لها بالسعودية سوى علاقة المسلم للمسلم وهي تواجه علاقة الأرثوذكسية الصهيونية المتحدة مع النصيرية والرافضة ويشيرون إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية تعمل على تآخي الرافضة بالكيان الصهيوني وهو ما ستجهضه وتقضي عليه العمليات الإستشهادية .. لا حلّ غير ذلك , بعد صمت العالم كله عن مجازر النظام الطائفي الذي لا يختلف عن الكيان الصهيوني .