0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

نكبة فلسطين 1948

نكبة فلسطين 1948 . بقلم الدكتور الشريف محمد خليل الشريف
يستذكر الشعب الفلسطيني هذه الأيام الذكرى الخامسة والستين لاغتصاب فلسطين من قبل العصابات الصهيونية وإعلان دولة الكيان الإسرائيلي على أرضه بعد تشريده وتحويله إلى لاجئين في مخيمات اللجوء ، وهذه القضية العربية المركزية والتي تحولت إلى قضية فلسطينية بحته وقضية عربية ثانوية لبعض الأنظمة العربية ، فلقد أصبح الكثير من أبناء الأمة العربية لا يعرفون عن هذه القضية إلا اسمها وخاصة الجيل الجديد ، وذلك لأسباب عديدة ، لذا وجب تعريف هذا الجيل بهذه القضية ، وسنبدأ هنا من صدور قرار 181 الذي صادقت عليه الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ 29/11/1948م الخاص بتقسيم فلسطين العربية إلى دولتين عربية على نسبة 43,88% من أرض فلسطين ودولة يهودية على نسبة 56,47% ومركز خاص بالقدس على نسبة 0,65% ، وفي 1/12/1947م بدأت الانتفاضة الفلسطينية إعلانا برفض الشعب الفلسطيني لهذا القرار ، والتي رفضته الجامعة العربية في اجتماعها المنعقد في القاهرة 8ـ17/12/1947م والذي تقرر فيه أيضا تشكيل ما سمي بجيش الإنقاذ مكون من 3000 متطوع منهم 500 فلسطيني وتزويدهم ب 10,000 بندقية ومبلغ مليون جنيه إسترليني ، وتشكل جيش الأنقاظ كالآتي :ـ 1ـ فوج اليرموك الأول من 3 سرايا 500 فرد . 2ـ فوج اليرموك الثاني من 3 سرايا 430 فرد . 3ـ فوج اليرموك الثالث من سريتين 250 فرد . 4ـ فوج حطين من 3 سرايا 500 فرد . 5ـ فوج الحسين من 3 سرايا 500 فرد . 6ـ فوج جبل الدروز من 3 سرايا 500 فرد . 7ـ فوج القادسية من 3 سرايا 450 فرد . 8ـ أربع سرايا مستقلة 450 فرد . وقررت اللجنة السياسية في المؤتمر كذلك بأن الجيوش العربية لن تدخل فلسطين قبل انسحاب بريطانيا ، وبتاريخ 9/1/1948م بدأت الحرب العربية اليهودية وذلك بدخول الفرقة الأولى من متطوعي جيش الإنقاذ فلسطين وبذلك تم إجهاض الانتفاضة ، وفي 14/5/1948م أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب وغادر المندوب السامي البريطاني فلسطين وأعلن ديفيد بن جوريون في الدقيقة الأولى من اليوم التالي 15/5/1948م قيام دولة إسرائيل و أعلن الرئيس الأمريكي ترومان الاعتراف بها بعد 10 دقائق ، وبدأت الجيوش العربية النظامية الدخول إلى فلسطين لإنقاذها وإنقاذ أهلها من العصابات الصهيونية ، وقبل الدخول في تفاصيل المعارك هذه نبذة عن الجيوش العربية والتي شاركت فيها المملكة المصرية ، المملكة الأردنية ، المملكة العراقية ، المملكة السعودية ، سوريا ، لبنان
الجيوش العربيه :ـ .
الجيش المصري بقيادة اللواء احمد المواوي يتكون من 10,000 جندي 5 ألوية مشاة , لواء آلي واحد , لواء مجهز ب 16 مدفع عيار 25 , لواء مجهز ب 8 مدافع عيار 6 , لواء مدرع آلي متوسط .
الجيش الأردني بقيادة غلب باشا والقيادة الميدانية العميد ترومان ويتكون من 4500 جندي في 4 أفواج , 2 بطارية مدفعية كل بطارية 4 مدافع عيار 25
الجيش العراقي بقيادة العميد محمد الزبيدي ويتكون من 2500 جندي . فوج مشاة ميكانيكي , فوجان مشاة , كتيبة مدرعة 36 دبابة خفيفة , كتيبة مدفعية ميدان 12 مدفع عيار 25 , بطارية مدفعيه مضادة للطائرات .
الجيش السوري بقيادة العقيد عبدا لوهاب الحكيم ويتكون من 1876 جندي ويتكون من لواء مشاة كتيبتين ، سرية من 17 عربه مصفحة طراز مارمون ، سريه من 17 عربة مصفحة منها 6 عربات مارمون و 11 عربة دودج ، سرية مشاة محمولة 140 جندي , كتيبة مدفعيه عيا 75 ملم.
الجيش اللبناني بقيادة العميد فؤاد شهاب ويتكون من كتيبتين تشمل 6 سرايا بنادق , 6 فصائل 900 جندي , 4 مدافع عيار 105ملم , 4 عربات مدرعة , 4 دبابات خفيفة , مجموعة مستشفى ميدان .
الجيش السعودي بقيادة العقيد سعيد بيك الكردي ويتكون من 3200 جندي أرسلت للمعركة على ثلاث دفعات في 27/5 , 30/5 , 15/6, 36 مدفع هاون 3 بوصه , 34 مدفع براو ننج , 72 رشاش برف , 10 رشاشات عيار 50 , 10 رشاشات هونتكس , 750 بندقية , 10 عربات مدرعة همير 21,600قذيفة هاون 3 بوصه , 165,000 .وقد حارب الجيش السعودي جنبا إلى جنب مع الجيش المصري .
أما اليهود فقد كانوا على شكل عصابات مثل الهاجانا و البالماخ و شتيرن وعان قوامها 43,000 فرد وقد انضم إليها بعد قرار التقسيم 30,000 فرد من فلسطين , 20,000 من أوروبا وهذه الإضافات كانت نتيجة سماح بريطانيا لليهود بدخول فلسطين بتشجيع من الحركة الصهيونية وكان تسليحهم من بريطانيا وترك معسكراتها لهم بعد انسحابها .
المعارك :ـ .
بدأت الجيوش العربية الدخول إلى فلسطين من 16/5/1948موأخذت بمهاجمة المستعمرات اليهودية ، وحاربت بضراوة وحققت الانتصارات المتلاحقة ، واستطاعت السيطرة على الكثير من المدن والقرى الفلسطينية وتطهيرها من اليهود ، وكانت أقوى الجبهات هي الجبهة الأردنية ، حيث خاض الجيش الأردني عدة معارك كان أقواها معارك باب الواد واللطرون وجنين ، وكان هو الأفضل تدريبا حيث كان يخدم فيه 50 ضابطا بريطانيا مما جعله أيضا الأكثر تنظيما وتكتيكا ، وقد استطاع الجيش الأردني السيطرة على أريحا والبيره والقدس القديمه وكذلك اللد والرمله وكان على بعد ثمانية أميال من تل أبيب ، وتم الاتصال بينه وبين الجيش المصري جنوب القدس والذي كان على مشارف مدينة الخليل ، وكانت قد تمت سيطرة الجيش المصري على غزه والمجدل واسدود وعراق سويدان والفالوجه وشمال النقب وكذلك على خط الفالوجه ـ بيت جبرين ـ دير النحاس وعزل المستعمرات اليهودية عن النقب ووصل إلى عراق المنشيه وسيطر عليها ، إلا انه تم محاصرة لواء من الجيش المصري في الفالوجه من قبل اليهود لقطع الإمدادات عنه وكان يخدم في هذا اللواء جمال عبد الناصر ولم تحرك القيادة المصرية ساكنا من أجل تعزيزه أو فك الحصار عنه ، الا أن الجيش الأردني استطاع فك هذا الحصار عن طريق الخليل وسيطر على الخليل وبيت لحم واستمر الجيش المصري في صموده وسيطرته على المناطق التي وصل إليها حتى 4/1949محين وقعت الهدنة بين مصر وإسرائيل وصدرت له الأوامر بالانسحاب إلى حدود غزه ، وبينما كان الجيش الأردني يواصل قتاله وسيطرته على مدن شرق فلسطين والجيش المصري يواصل تقدمه نحو الخليل كان الجيش العراقي يقاتل بشراسة ضد العصابات اليهودية ويعود له الفضل في حماية المثلث العربي من الرحيل وقد امتدت جبهة قتاله من جنين حتى كفر قاسم وسيطر على مجل الصادق وطيرة المثلث وتوج بطولاته في معركة جنين ومقبرة الشهداء فيها خير شاهد على ذلك ، وقد تمت سيطرة الجيش العراقي على المنطقة الممتدة من جنين شمالا حتى مجدل يابا جنوبا وشملت باقه الغربيه وطولكرم وقاقون والطيره وكفرقاسم والمجدل وكاد الوصول إلى حيفا وكان على حافة السيطرة عليها بعد أن حاصرها إلا أن تقدم الجيش توقف بسبب رفض القيادة السياسية إعطاء الأوامر له بالتقدم والسيطرة على المزيد من الأرض مما سبب إحباط وارباك للجيش حتى صدرت له الأوامر بالانسحاب وربما كان هذا مع ما حصل مع الجيش المصري من أهم أسباب النكبة ، أما الجيش السوري فقد حقق انتصارات واستطاع السيطرة على طبريا سمخ وصفد فيما سيطر الجيش اللبناني على قريتي المالكيه وقدس المتاخمات للحدود اللبنانية ، بعد هذه السيطرة من الجيوش العربية على معظم الأراضي الفلسطينية أعلنت الهدنة بين الأطراف المتحاربة خلال الفترة من 8/6 ـ 11/7 وقد استغل الوسيط الدولي من قبل الأمم المتحدة هذه الفترة لأجراء مباحثات مع العرب واليهود تقدم على أثرها باقتراح في 28/6 من أجل تسوية النزاع ، وكان ملخص الاقتراح قيام اتحاد فلسطيني تضم إليه شرق الأردن ويقسم إلى دولتين عربية ويهودية ، على أن تجري تعديلات على قرار التقسيم لتعطي العرب اللد والرمله والنقب ويحصل اليهود على الجليل الغربي مع تحويل حيفا إلى ميناء حر و وضع القدس تحت سيطرة العرب على أن يكون لها وضع خاص تحت إشراف الأمم المتحدة يضمن المرور للأماكن المقدسة ، وكذلك يمنح الاقتراح الأفراد التي شردتهم الحرب حق العودة لأراضيهم واستعادة ممتلكاتهم ، وتضمن الاقتراح كذلك تمديد فترة الهدنة بين المتحاربين .
انقسم العرب حول اقتراح تمديد فترة الهدنة فبينما أيده الأردن والسعودية والعراق عارضته مصر وسوريا لأسباب قومية والخوف من شعوبها بعد أن روجت وسائل إعلامها للانتصارات وتحرير الأرض ، ولم يقيما الوضع والتغيير الذي حصل على الواقع فبينما بقيت الجيوش العربية على حالها استغلت إسرائيل هذه الفترة لتعزيز قواتها بالمساعدات الحربية من مختلف أقطار العالم وخاصة بريطانيا وأمريكا وجلب المزيد من اليهود من الخارج للمشاركة في القتال وفي 7/7 وافق مجلس الأمن على تمديد فترة الهدنة وتم رفضه من جامعة الدول العربية فيما وافت عليه إسرائيل لتستغل ذلك لمصلحة جيشها والعصابات الصهيونية وذلك من إعادة تنظيم وتعزيز قوتها ، وعند استئناف الحرب كانت الغلبة لإسرائيل واتخذت المعارك مسارا آخر وتعرضت القوات العربية إلى الهزائم وصدرت لها الأوامر بالانسحاب . بعد أن رأى الشعب الفلسطيني القوات العربية تنسحب وتترك الأراضي الفلسطينية وخاصة التي كانت قد سيطرت عليها لقمة طرية للجيش الأسرائلي ولم يعد لهم سند ولا نصير بل لاحول لهم ولا قوة ، ومع تشجيع الجيوش العربية المنسحبة لهم بالالتحاق بها ووعدهم بالعودة إلى أراضيهم بعد أيام معدودة ، تم تهجيرهم كل حسب الجيش العربي الذي كان مسيطرا حوله ، لتقام مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية والأردن والعراق وسوريا ولبنان وفي قطاع غزه
تأثير النكبة على العرب :ـ .
من أهم ما أنتجته النكبة قي الدول العربية المشاركة في القتال :ـ
1 ـ إعلان الوحدة بين الضفة الغربية ( الأراضي التي تم السيطرة عليه وتطهيرها من اليهود من قبل الجيش الأردني ) و شرق الأردن في دولة المملكة الأردنية الهاشمية تحت الحكم الهاشمي بقيادة الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين بتاريخ 24/4/1950م
2 ـ موافقة مجلس الجامعة العربية على معاهدة الدفاع والتعاون الاقتصادي وذلك في 13/4/1950م
3 ـ قيام ثورة الضباط الأحرار في مصر وإعلان النظام الجمهوري في مصر وما كان ليحدث لولا ما لمسه ضباط الجيش المصري اثناء حربهم في فلسطين من تقاعص وخذلان لهم من القيادة السياسية في القاهره ( وخاصة جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر ) وهم من زعماء الثورة وقيادتها وذلك بتاريخ 23/7/1952م
قيام الثورة في العراق وإعلان النظام الجمهوري بقيادة عبد الكريم قاسم وهو من الضباط العراقيين الذين شاركوا في حرب فلسطين واستاء مع مع افراد الجيش وضباطه من أوامر القيادة السياسية في بغداد سواء بعدم التقدم أو بالانسحاب وقد بكى أفراد الجيش العراقي بكاء النساء وهم ينسحبون من الأراضي الفلسطينية بعد أن سيطروا عليها
نتائج الحرب :ـ
531 مدينة وقرية فلسطينية تم تطهيرها عرقيا من قبل اليهود ودمرت الكامل .
15,000 شهيد فلسطيني .
50 مذبحة موثقة أرتكبها اليهود بحق الفلسطينيين خلال عام 1948
780,000 فلسطيني هجروا خلال النكبة وأصبحوا لاجئين .
150,000 فلسطيني بقوا في المناطق الفلسطينية المحتلة تحت الاحتلال .
78% من مساحة فلسطين العربية التاريخية أصبحت مغتصبة وقامت عليها دولة إسرائيل .
منذ النكبة حتى يومنا هذا مازالت القضية الفلسطينية تتصدر الأخبار في وسائل الأعلام العالمية والعربية وربما تكون من أهم الأسباب لما حدث ويحدث على الساحة العربية عامة
Shareefshareef433@yahoo.com