الكراسي والنساء
من شيمة أهل العدلْ، التَّثَبُّتُ قبل النقلْ، خصوصا إذا كان المنقول يخالف العرف، أو العقلْ،ومن شيمة أهل النفاق تَصَيُّد من زَلْ، فإن لم يجدوا زَلَلاً،اخترعوه بلا دليل،وساقوه بلاعقل .
خبرٌ تناقلته بعض الصحف المتهافتة، التي تنشر كل ما يُلقى إليها،ويسوسها طارئون على صنعة الإعلام،فينقلون من غير تثبت، ابتغاء الفتنة وابتغاء الإثارة، حتى لو كان ما ينقلونه يخالف العقل أو الذوق، فضلا عن مخالفته للدين ابتداءً، بل ربما أنهم ما أرادوا بنقله إلا الطعن في الدين.
تفاهة مضطردة، وتفلت وعدم احترام للعقل المسلم وغير المسلم، وتشويه متعمد لكل ما هو إسلامي، لرفد الطاعنين فيه، بكل ما شأنه تعزيز تلفيقاتهم حول الإسلام، فيؤلفون الأكاذيب، ثم يتناقلونها، ويجعلون بين سطورها، غمزاُ في الإسلام ودعاته، والمنافحين عنه.
الخبر يقول أن ثمة عالما قد أفتى ( بحرمة جلوس النساء على الكراسي، وأن هذه الكراسي قد تغري الجنَّ بمواقعتهن،بل يؤكد ذلك، وأن من تجلس على الكراسي والأرائك، خارجة من ملة الإسلام، وأن في الكراسي خروجاً عن نهج النبي صلى الله عليه وسلم،، الذي أوجب –زعموا-الجلوس على الأرض) ثم ينسبون هذه الفتوى إلى أحد علماء اليمن،ويقولون أنه نشرها على صفحته في “الفيسبوك” ويضيفون بأنه واحد من خمسمائة عالمٍ معتبر ٍفي العالم الإسلامي.
وقد قامت هذه المواقع، بنشر هذا الخبر عبر “الفيسبوك” وكان لابد لكل من يقرأ العنوان أن يدرك بأنه لايمكن أن تصدر-هذه الفتوى- من فاسق عاقل فضلا عن صدورها من عالم،فإن كان صحيحا أنها صدرت من شخص ولو كان عالماً،فإن من أفتى بها مخبول سفيه لا يُعْبَؤ به، ولا يجوز نشر هذه الترهات عنه أيا كان موقعه،صيانة للدين.
الغريب جدا وما أفزعني،أن الناس، قد تناقلوا الخبر،وعلقوا عليه بالإنكار على الداعية، وسبوا من بعده، الدعاة والفقهاء! وبعضهم قام بمشاركة الخبر على صفحته، من غير تمهل أو تَثَبُّت، برغم سهولة التحقق عبر الشبكة العنكبوتية، وبقليل من الوقت.
فقمت بوضع اسم هذا الداعية –والذي لم أكن أعرفه قبل هذا الخبر-على الباحث، ودخلت صفحته على “الفيسبوك” ولم أجد فيها شيئا، شاذاً، كما لم أجد أي أثر لهذا الخبر- ثم قلت لا دخان بلا نار- ولابد أن الرجل قد سمع بما يفترى عليه من صحفيي السوء، فبحثت أكثر عبر “جوجل” فوجدته قد نشر في المنتديات تكذيبا للخبر، وقد تعجب كيف ينقلون عنه هذه الأكاذيب، ويشتكي إلى الله من ظلمه ونقل عنه ما لم يَقُلْهُ.
طبعا من أنشأ الخبر ومن نقله، ومن علق عليه متقبلا له، لابد أنه يعاني خللا إما في عقله، أو في دينه، وإلا لما تقبله بهذه السرعة، ثم سارع إلى نشره!
بل إن بعضهم وبرغم وجود تعليق لي على الخبر بأنه ملفق، ولا يوقر شرعا ولا عقلا،فإنهم قد نقلوه على صفحاتهم، وحيث أنني لا استطيع متابعتهم هناك بالتعليق لانهم ليسوا مضافين عندي، فقد قمت بإرسال رسائل خاصة إلى كل واحد منهم، فلم يزيلوا الخبر عن صفحاتهم، ولم يردوا على رسالتي!
فبماذا يفسر هذا، سوى أنه اصطياد للفتنة، وحب للطعن في الإسلام والدعاة؟!
كذلك من لفق الخبر، ما أراد والله إلا الطعن في الدين،ثم الإثارة التي تقوم بها كثيرٌ من صحف التجميع،والتحطيب،ولعله قد نفث في رأسه شيطانه،أن يختار عالما لا يعرفه كثير من الناس،ويلفق له ما يشاء،ولم يعلم أن الله يدافع عن دينه، ويقيض له من يذب عنه؛لذلك أنصح إخواني: أن يتحرزوا في كثير، مما ينقل عبر “الفيس بوك” وفي صحف التجميع الرخيصة وما تنشره من الأذكار والفتاوى والقصص، فإن كثيرا منها ينشئها من لا علم له في الشرع، وبعضها يقوم بنشره من يبتغي الفتنة وإضلال العباد، وتشويه دين التوحيد، ودعاته………….. .
وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.
——————————————————————————وههنا رابط يبين تكذيب الخبرhttp://www.alhabibomar.com/NewsItem.aspx?SectionID=2&RefID=192