عاجل

ذكرى بلا معنى: الاحتفال بتأسيس حماس يصطدم بواقع غزة المنهار

 كتب .أسامة الأطلسي

لطالما كانت ذكرى تأسيس حركة حماس مناسبة حافلة بالاستعراضات العسكرية والمظاهر الاحتفالية التي تملأ شوارع قطاع غزة. في السنوات السابقة، اعتادت الحركة أن تُظهر ما تعتبره إنجازاتها “الميدانية”: مواكب المسلحين، العروض القتالية، الرايات الخضراء التي لا تنتهي، والهتافات الحماسية التي تجوب القطاع من شماله إلى جنوبه.
لكن هذا العام، تغيّرت الصورة جذريًا.
ففي ظل واقعٍ يصفه السكان بأنه “منهار بالكامل”، يتساءل كثير من الغزيين:
“عمّ سيحتفلون؟ ماذا سيعرضون وقد دُمِّر كل شيء؟”
سكان غزة: لا شيء يدعو للفخر
يقول أحد السكان: “في السابق كنا نشاهد عرض قوة، اليوم لا يوجد ما يُعرض… لا شيء بقي.”
ويضيف آخر: “كانوا يحتفلون بإنجازات عسكرية، أما اليوم فالجميع مشرد والجميع خاسر.”
هذه الأصوات الشعبية تعبّر عن خيبة أمل عميقة تجاه الحركة، وتجاه واقع غزة الذي يزداد قتامة كل يوم. فقد أصبح واضحًا للكثيرين أن الاحتفال هذا العام لن يكون سوى مناسبة شكلية لرفع الروح المعنوية داخل التنظيم نفسه، بينما لا يجد المدنيون ما يرفع معنوياتهم في حياتهم اليومية.
حماس في أدنى مراحلها… قيادة غائبة وموارد منهارة
تعكس الأجواء الحالية داخل القطاع حالة تراجع حاد تمرّ بها الحركة على مستويات عدّة:
1. قيادة غير واضحة المعالم
بعد سنوات من إدارة القطاع، تراجعت صورة القيادة السياسية والعسكرية للحركة بشكل كبير، وسط انقسامات داخلية وضبابية حول من يتخذ القرار.
2. شُحّ الموارد وفقدان القدرة على الحركة
أصبح من المعروف داخل غزة أن الحركة تعاني نقصًا كبيرًا في التمويل والموارد، بعد أن فقدت القدرة على إدارة أغلب المؤسسات التي كانت تحت سيطرتها سابقًا.
3. تراجع كبير في الدعم الشعبي
تراجعت شعبية الحركة بشكل ملحوظ، خصوصًا بعد الأحداث التي أدت إلى دمار واسع، وفقدان آلاف العائلات لمنازلها، وتحول حياة المدنيين لسلسلة لا تنتهي من الخسائر.
احتفالات محدودة… ورسائل داخلية يائسة
مظاهر الاحتفال هذا العام، وفق توقعات السكان، لن تتجاوز خطابات بسيطة ومحاولات لرفع المعنويات داخل صفوف الحركة. لا عروض عسكرية، لا استعراض للقوة، ولا مظاهر احتفالية ضخمة كما في السابق.
فالمشهد العام في غزة اليوم يجعل من المستحيل إعادة إنتاج تلك الصور الاحتفالية القديمة. وعلى الرغم من ذلك، تحاول الحركة الاستمرار في هذا التقليد “بحدّه الأدنى” لتأكيد وجودها في الساحة وللحفاظ على تماسكها الداخلي.
لكن السؤال الذي يطرحه كثيرون:
وماذا عن المدنيين؟ من يرفع معنوياتهم؟
ففي الوقت الذي تحاول فيه الحركة الحفاظ على صورتها الداخلية، يعيش المدنيون في القطاع حالة من الانهيار النفسي والاقتصادي والاجتماعي.
لا منازل.
لا كهرباء.
لا أمن.