جنبوا الأردن الحرب
جنبوا الأردن الحرب
نحن نشهد الآن لحنا جديدا باسم إغاثة اللاجئين، يعزف على أوتار الإخوة والعروبة وباسم الإسلام والجهاد، يشرد شعب ويدمّر وطن لخدمة مشروع صهيوني و تدمير بلدان عربيه، إلى كل مسؤول يغار على مصلحة الوطن في ظل الظروف الراهنة التي يمر فيها الأردن, من جراء ما قد انعكس عليه سلباً من ما يسمى بالربيع العربي في أمور اقتصادية وسياسية واجتماعيه، وبسبب احتضانه الإخوة السورين لأسباب إنسانيه وذلك بقصد التخفيف عنهم ما قد لحق بهم وما أصابهم من ابتلاء ، واللاجئ ينتظر بلهفة العودة إلى وطنه الأم.
كم ضحى الآباء والأجداد لبناء هذا الوطن بثمن لا يعادله كنوز الأرض من دمائهم الطاهرة الزكية التي روت ثراء الأردن، لكي يبقى عالياً فوق القمم لكي لا نفرط به وليبقى عزيزا على قلوبنا، ” إن الوطن هو رأس مالنا ولا نزواد عليه بمال الدنيا بأكملها ولا نقبل سوى الموت من أجله “هذا شعار كل مسؤول شريف يغار على مصلحة الأردن وكل مواطن غيور أيضا.
الأردن أمانة في أعناقكم فلا بد لنا بأن نتخذ الإجراء ، وللنظر لما حولنا ولنشاهد ونعتبر لهول ما يحدث في داخل الوطن العربي، إننا لا شك جميعا نعرف وندرك إن الأردن يواجه تحديات عظيمة بحاجة للحذر والانتباه والوعي السياسي والوطني، والأمور جميعها معرضة للتصعيد بحكم الظروف الدولية والإقليمية المحيطة.
في الشمال جبهة تفرضها إحداث سوريا الشقيقة التي تربطنا بهم علاقات المحبة والجوار والتاريخ والأخوة وما يتعرض له الأردن من خلال هذه الجبهة لكثير من الأمور التي لا تخفى على أحد , أن ثمة ضغوطاً لتوريط الأردن في التآمر المباشر على وحدة الأراضي السورية من خلال تدريب مرتزقة سوريين، بإشراف منظومة استخبارات أميركية وعربية وتسريبهم إلى جنوب سوريا، والترويج لإقامة منطقة عازلة فيما يعكس تدهور الوضع في سوريا و العراق التوترات الطائفية المشتعلة في المنطقة، ويقود إلى مزيد من التأزم في الوضع المتأزم أصلا، يجد الأردن نفسه محاطا بهذه الصراعات، وبينما تزداد الحرب الأهلية الدائرة على حدوده الشمالية، فإن بوادر بدأت تلوح على الحدود الشرقية، ويتفق الأردنيين على أن أفضل ما يفعله الأردن هو أن ينأى بنفسه عن المحاور الطائفية والصراعات،وأن ينشط باتجاه حلول سياسية ودبلوماسية لأن هذه الحروب الطائفية لها انعكاسات سلبية على المملكة اقتصاديا واجتماعيا، وأمنية بالدرجة الأولى .
أن الأمور في سورية لم تعد إقليمية بل أصبحت دولية، بوجود لاعبين أساسيين مثل أميركا وروسيا وإيران، أن الأردن لن يستطيع حل المشكلة، وجود انعكاسات للحرب الطائفية في العراق و سورية على الأردن، إن تأثير الوضع في سوريا و العراق على الأردن بجوانب أمنية واقتصادية واجتماعية، أنها ستتزايد الآن بشكل سلبي مع تدهور الوضع مرة أخرى وتطوره باتجاه اصطفا فات طائفية، للتزايد السلبي لهذه الانعكاسات لما يجري في سوريا على الأردن، من حيث ما يزيد من خطر الانتهاكات الأمنية على الأردن، وفي ربط بين الوضع في العراق وانعكاسات الوضع السوري عليه، إن هذا الأمر سيجعل وضعنا أصعب، فعلى حدودنا الأخرى مع العراق نرى ملامح اصطفاف متأثرة بالوضع في سورية، أما بالنسبة للأردن يجب أن تكون أولويات السياسة الأردنية الآن التوصل إلى حل سياسي، وأن ينأى الأردن بنفسه عن الاصطفاف الإيديولوجية والطائفية، لأن ما يخدم الأردن هو الوصول إلى حل سلمي في سورية والعراق, نحن في قلب حريق شمالنا وشرقنا مشتعلان، كما أن غربنا فلسطين مشتعل منذ السابق ولم ينطفئ بعد ، إن هذا هو السيناريو الأسوأ وهو الاشتعال المذهبي، والذي تغذيه قوى صهيونية و دينية وحكومية وله تداعيات كبيرة على الأردن اقتصاديا واجتماعيا و تهديدات أمنية، وإن الأمر مقلق للأردن والذي عليه الابتعاد عن المحاور والنأي بالنفس عن هذه الصراعات، وأن يكون نشيطا في المجال السياسي لإيجاد حلول وتنشيط جبهة لمناهضة الصراعات الطائفية والمذهبية المشتعلة في المنطقة.
الدول الكبرى تستخدمها لتمرير مخططاتها القادمة وتدفع الشعوب ثمنها بلا استثناء ، يصبح الحديث عن ضرورة طرحها على الطاولة أمرا ملحا لإيجاد مخرج آمن للجميع، فالوضع ينبئ بالانفجار ولن يسلم منه الجيران هدفهم جرّ الأردن إلى قلب المعركة، فالمطلوب من الأردن تنفيذ طلبات معسكر الولايات المتحدة الأمريكية – قطر – الصهاينة والتي لا تخفى على أحد.
فلنستخدم عقولنا لا قلوبنا رحمة في هذا الشعب ليبقى الأردن واحة أمن وأمان “حمى الله الأردن”.
بقلم الكاتب جمال أيوب.