0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

برغم مخططاتهم سيبقى الأردن شوكة الحق في خاصرتهم

وكالة الناس

بقلم: النائب فراس القبلان

يواجه الأردن بفعل مواقفه المشرفة تجاه قضايا امته العروبية و الإسلامية عديد من الهجمات الشرسة الموجهة وضبابًا إلكترونيًا موجهًا لا يهدأ للنيل من مبادرته بالفعل النبيل قبل القول .

افعال موجهة اضمحلت و انتهت و تحطمت على عتبات أردننا الحبيب ، و لازالت تلك المخططات تفضح نفسها عبر مرتزقتها المدفوعين بأثمان حددها لهم اؤلئك المتناثرين بسراديب الظلام الذين يريدون أن يطفئ صوت الأردن أو يشوه صورته أو يحاصره سياسيًا واقتصاديًا.

والسؤال الكبير: لماذا الأردن بالذات؟ لماذا هذه الدولة الصغيرة بمساحتها، المتواضعة بمواردها، المستقرة بإرادتها ووعي شعبها، تصبح الهدف الأول للحملات الممنهجة؟

الحقيقة أن الأردن منذ نشأته لم يكن دولة عابرة، بل مشروعًا عروبيًا قائمًا على الانتماء الصادق لأمته العروبية فسمي جيشه ب “الجيش العربي”، و لا زال عنوانه ثابتاً و عقيدة نقشت و سطرت حروفها بدماء شهداء عاهدوا الله و صدقوا و لا زال جيش الأردن الباسل على عقيدته مستمداً اصراره من الهاشميين الذين ضحوا و قدموا قبل غيرهم فيما هو صالح للأمتين العربية و الإسلامية .

وعلى الرغم من شح الإمكانيات وقلة الموارد، قدّم الأردن من أجل فلسطين ما لم تقدمه عديد من الدول سيما الثرية منها معززاً القيمة العالية لإرادته الحرة، و أن عنوان الإرادة و الايمان الصادق و الرسالة الثابتة لا يعنيها ما لديك من مال او مقدرات.

فالأردن حمل عبء القضية الفلسطينية على كتفيه، ووقف في كل معركة وفي كل محفل مدافعًا عن الحق الفلسطيني، ودفع الثمن من اقتصاده ومن حياة مواطنيه، و لا زال عبر المنابر الإقليمية و الدولية يعلو صوت مليكنا المفدى منادياً بالحق الفلسطيني المطلق الغير قابل للمساومة.

و جلالته بذل من الجهد العظيم ما أعاد الزخم الدولي لصالح القضية التي أصبحت أنشودة يتغنى بها العالم خلال عديد من التظاهرات سيما تلك التي جابت طرقات لندن و أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية .

و سيبقى مليكنا الحكيم بطرحه منبراً من الحرية و الإخلاص لصالح قضايا امته العروبية و على رأسها القضية الفلسطينية، و سيبقى الأردن حارسًا مدافعاً عن فلسطين و عن القدس و مقدساتها الإسلامية والمسيحية.

و سيبقى الأردن الملجأ والمأوى الذي فتح قلبه قبل أن يفتح حدوده لكل من هرب من ويلات الحروب والظلم ، و سيبقى الأردن وفيًا لرسالته كبلد المهاجرين والأنصار، يقدم العون ويساند أشقاءه العرب بينما يعاني هو أضعاف معاناتهم.

ثم جاءت القيادة الهاشمية لتجعل من صوت الأردن الصوت الأكثر صدقًا وصلابة في الدفاع عن فلسطين.

معيداً و مرسخاً أن جلالة الملك عبد الله الثاني، بخبرته الدبلوماسية وحكمته السياسية، لم يترك منبرًا عالميًا إلا وأعاد فيه القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية و الأممية ، ظل يؤكد أن فلسطين ليست قضية من الماضي بل قضية حق وعدالة وحرية، وأن القدس هي قلب هذه القضية وجوهرها الثابت.

وبرغم كل الضغوط، لم يبدل جلالته ولم يساوم، وبقي الأردن رأس حربة بقيادته في مواجهة مشاريع التصفية والتهويد والتهميش.

إذن لماذا الأردن مستهدف؟ لأنه لم يساوم على فلسطين و القدس.

لأن الأردن قيادة و شعباً لم يتنازل عن الوصاية الهاشمية و لأنه لم يقبل أن تُطوى صفحة فلسطين .

لأن الأردن قيادة و شعباً كانا الصوت الذي لا يُشترى ولا يُباع، العائق الحقيقي أمام كل مشروع مشبوه يريد أن ينهي قضية العرب الأولى.

من يهاجم الأردن إنما يهاجم فكرة التوازن في المنطقة، ويحاول إسكات آخر صوت عربي مخلص ما زال يقول “لا” بصوت واضح، في زمن امتلأ بالصفقات والتنازلات.

هذا الأردن… أردننا وبلدنا، مستهدف لأنه ثابت على الحق، مرهق اقتصاديًا لأنه حمل هم الأمة قبل أن يحمل هم نفسه، قوي بمواقفه رغم قلة موارده، عظيم برسالته رغم صغر حجمه.

هذا الأردن سيبقى صامدًا، شامخًا، وفيًا لعروبته ولقضيته المركزية، ولن تنال منه العواصف ولا حملات التشويه ولا الضغوط مهما تعاظمت.

إنني أكتب هذه الكلمات باسمي، أنا النائب فراس القبلان، لأقول بوضوح: الأردن ليس ساحة لتصفية الحسابات، وليس جدارًا قصيرًا يتكئ عليه الضعفاء.

الأردن هو صوت فلسطين، ودرع العروبة، وحصن العدالة الأخير.

الدفاع عن الأردن اليوم هو دفاع عن فلسطين ذاتها، وعن العروبة، وعن الحق الذي سيبقى ما بقي هذا الوطن ثابتًا وشامخًا.