من اجل عيون الوطن امنح الثقة
من اجل عيون الوطن امنح الثقة
كلام مستهجن والاغرب من ذلك ان يصدر عن نائب اعلامي ويحمل درجة علمية متقدمة وقد لا يحمل هذا الكلام نفس المعنى الذي حمله في واقعة التصويت على الثقة فيما لو قيل في اي مناسبة اخرى سيما وان هنالك عدد كبير جدا من السادة النواب الوطنيين قاموا بحجب الثقة عن الحكومة ولم يلجأوا الى التملق وكانوا صادقين مع انفسهم ومع من يمثلون من الشعب فجاء موقفهم من الحكومة صورة طبق الاصل عما تحدثوا به في الجلسات السابقة اما ذلك النائب والذي اعطى الثقة من اجل عيون الوطن فأعتقد وببساطة ان من سمعه وهو يخاطب دولة الرئيس سابقا لم يكن ليتوقع او يصدق ان هذه الكلمات ستصدر عنه في جلسة الثقة وكان بامكان النائب ان يمنح الثقة بدون اضافات فيكون الضرر اخف بكثير من الضرر الذي تسبب به للعديد من السادة النواب الذين حجبوا الثقة والذين لا يجوز لاي واحد منا ان يزاود على وطنيتهم ولكن للاسف يبدو ان عيون الوطن والولاء للوطن اصبح شماعة نعلق عليها ملابسنا قبل الوضوء وعند النوم او في المواقف التي تتطلب من بعضنا التسلق نحو كسب رضا الحكومة والدائنين .
واكاد اجزم ايضا ان سعادة النائب لم يكن مقتنعا بما قال واعتقد انه تسبب في جرح عميق للضمير وان ذلك الضمير يعمل على تأنيبه الان ولكنني بنفس الوقت اريد ان اؤكد للشعب الاردني العظيم وللسادة النواب الذين جرحوا جراء تلك الكلمات بأن هنالك العديد من النواب الذين منحوا الثقة ما كانوا ليمنحوها لو لم يكن عليهم استحقاق لسداد ديون قديمة وجبت ولا اريد هنا ان اخوض في ملفات قديمة جديدة ولكن هنالك من النواب من هم مسيرين وليسوا مخيرين ولا يمتلكوا من امرهم شيء فلا تلوموهم ايها السادة واتركوهم وشأنهم ولكن عليكم ان تتذكروا هذه المواقف المؤلمة والمحبطة مستقبلا عند اي صناديق اقتراع قادمة وفي جلساتكم الاجتماعية وجاهاتكم فليس كل ما يلمع ذهبا ومع ذلك كله فلا يجوز لنا ان نقيم وطنية اي نائب من خلال منحه او حجبه للثقة وعليه فانني اود ان اؤكد للاخوة القراء من ان الثقة تتاثر بعوامل كثيرة جدا ومتشعبة وقد نجح دولة الرئيس في ادارته لجلسات الثقة من خلال تحمله ما لا طاقة لاحدنا على تحمله ولم يكن ذلك كافيا لنيله الثقة لولا ان وحدات الاسناد تدخلت وعززت من بقائه ورجحت الكفة بعدة غرامات لصالحه وهنا اريد ان اذكر دولة الرئيس بان لا ينسى هذا الموقف وان يحفظ الجميل لتلك الاجهزة التي ساندته فلا يجوز له ان يتنكر لها بعد ذلك وكما كان يفعل سابقا.
سائلا العلي القدير ان يلهمنا جميعا طريق الصواب لما فيه مصلحة الاردن ومصلحة الشعب بعيدا عن النفاق والرياء وسداد الديون انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين