خطاب جلالة الملك… صوت الحق في زمن العواصف
خطاب هاشمي يكتب التاريخ … من عمان الى كل عواصم العالم
بقلم: د. نوال محمد نصير
في لحظة استثنائية من تاريخ الأمة، وقف جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على منبر الكرامة، مخاطبًا العالم بلغة الحق والحكمة، في خطاب تاريخي ألقاه في العاصمة عمّان، بمناسبة عيد الاستقلال. لم يكن مجرد خطاب رسمي، بل كان نداءً صادقًا يحمل وجع الأوطان وآمال الشعوب، وصرخة قائد لا يساوم على كرامة وطنه وشعبه.
خطاب جلالة الملك هزّ القلوب والعقول، فقد حمل في طياته مواقف صلبة ورسائل واضحة في وجه التحديات المتصاعدة. تحدث الملك بصوت القائد الذي يدرك حجم المسؤولية في زمن الصراعات والتهديدات، مؤكداً أن الأردن لن يكون ساحة لتصفية الحسابات، وأنه يقف شامخًا دفاعًا عن مصالحه، وعن القدس وفلسطين، وعن أمن واستقرار المنطقة.
تزامن الخطاب مع الذكرى العزيزة لاستقلال الأردن، وهي مناسبة تذكّرنا بمسيرة وطن بُني على التضحيات والصبر والحكمة. الاستقلال لم يكن يوماً حدثًا عابرًا، بل هو هوية راسخة في وجدان الأردنيين، يتجدد في كل موقف وطني يُسجله الملك وهو يخوض معارك السيادة والكرامة على كافة الجبهات.
في خطابه، لم يكتفِ جلالة الملك بتشخيص الواقع، بل رسم ملامح الطريق نحو المستقبل، داعيًا إلى وحدة الصف الداخلي، وتعزيز الجبهة الوطنية، ومواصلة الإصلاح والتحديث وتكريس قيم العدالة والحرية. كان خطابه أقرب إلى وثيقة وطنية جامعة، تلخّص الرؤية الملكية لحاضر الأردن ومستقبله.
كما لم تغب عن خطاب جلالته الأبعاد الإقليمية والدولية، فقد وجّه رسائل حازمة إلى القوى الكبرى، مؤكدًا أن الأردن ليس دولة هامشية، بل شريك استراتيجي في صناعة القرار الإقليمي، وأن أمنه واستقراره ليسا قابلين للمساومة أو التهديد.
ختامًا، فإن خطاب جلالة الملك كان بمثابة جرس إنذار، ورسالة طمأنينة في آن واحد؛ طمأنينة بأن الوطن بخير لأنه في يد قائد شجاع، لا يخشى قول الحق، ولا يتردد في اتخاذ المواقف التي تليق بتاريخ الأردن ومكانته. إنه خطاب لا يُنسى، سيبقى في الذاكرة السياسية والشعبية، لأنه قال كل ما يجب أن يُقال، في التوقيت الذي لا يحتمل أنصاف المواقف.