0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الكباريتي: عيد الجلوس الملكي… عهد متجدد ومسيرة وطن

وكالة الناس

كتب – هيلدا الكباريتي

في التاسع من حزيران من كل عام، تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية بذكرى جلوس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على العرش، وهي مناسبة وطنية خالدة تستحضر فيها الذاكرة الأردنية لحظة تاريخية مفصلية بدأت عام 1999، عندما تسلّم جلالته سلطاته الدستورية خلفاً للمغفور له الملك الحسين بن طلال، الذي أرسى دعائم الدولة الحديثة بحكمة واقتدار.

هذه الذكرى ليست مجرد محطة بروتوكولية، بل هي مناسبة يتجدد فيها العقد الأخلاقي والوطني بين القيادة والشعب. ففي هذا اليوم، تتعزز مشاعر الولاء والانتماء، وتُستعاد قيم العطاء والتضحية والعمل، التي شكّلت على الدوام الركائز الأساسية لمسيرة الأردن وبنائه.

منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني مقاليد الحكم، وضع الإنسان الأردني في صميم أولويات الدولة، فشهدت المملكة تطورًا ملحوظًا في قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية، إلى جانب خطوات جادة نحو التحديث الإداري والتحول الرقمي. كما حرصت السياسات الاقتصادية على تعزيز بيئة الاستثمار وتوفير فرص التشغيل، بما يعكس رؤية تنموية شاملة تهدف إلى بناء مستقبل أكثر ازدهارًا وعدالة.

وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، بقي الأردن بقيادة جلالته صوتًا عاقلًا ومؤثرًا، يتبنى نهج الحكمة والاعتدال، ويدافع بثبات عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويواصل دوره الإنساني والوسيط في تقريب وجهات النظر والحوار بين الشعوب.

وفي هذه المناسبة الوطنية، تتزيّن المدن والقرى الأردنية بالأعلام والرايات، وتُقام الفعاليات الشعبية والثقافية والفنية التي تعبّر عن روح الانتماء والوحدة، وتُجسد صورة الأردن المتنوع المتماسك، الذي يرى في تعدده الاجتماعي والثقافي مصدرًا للقوة والثراء الحضاري.

عيد الجلوس الملكي هو أيضًا فرصة للدولة لتجديد التزامها بمسيرة التحديث والإصلاح، عبر إطلاق مبادرات جديدة تعكس إيمانها بأن بناء الدولة عملية تراكمية لا تعرف التوقف، بل تتطلب الاستمرارية والعزم المشترك بين القيادة والمواطن.

إنها لحظة رمزية تؤكد أن العلاقة بين القائد وشعبه ليست علاقة شكلية، بل شراكة حقيقية في مواجهة التحديات وصناعة المستقبل، قائمة على الثقة المتبادلة والإيمان الراسخ بأن الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي، قادر على أن يواصل المضي قدمًا نحو غد أكثر إشراقًا واستقرارًا وكرامة.