الحكومة تسقط
الحكومة تسقط
ساعات معدوده ويذوب الثلج ويبان المرج فقد تسارعت الاحداث مؤخرا لغير صالح رئيس الوزراء فهاهو الحراك قد عاد بقوه للساحه بعد بيات شتوي طويل نتيجة لخطأ تكتيكي استراتيجي حكومي وقد بات واضحا للعيان ان رئيس الوزراء واعضاء الحكومه يخوضون معركه الثقة منفردين بالسلاح الابيض بعيدا عن استخدام الاسلحة الاوتوماتيكية وصواريخ ارض جو وكما كان يحصل في السابق وهذا ما سيضعف قدرة المناوره لدى الوزراء وسيقود الى عدم نجاحهم في الواجب المسند اليهم وهو الحصول على الثقه وقد رافق ذلك غياب جلالة الملك عن الساحه في هذه الظروف على الرغم من ان الفرصه كانت متاحه لجلالته لأن يحضر التصويت وقد يعزز من ذلك ايضا اعلان النسبة المتدنية للمشاركين في انتخابات احدى دوائر عمان الفرعيه النيابيه وهذا مالم يسجل قبل هذا التاريخ واذا ما كتب لهذه الظروف والعوامل مجتمعه ان تستمر على ما هي عليه فان الحكومه لا محال ذاهبه الى الرسوب بفارق بسيط عن النجاح واعتقد ان الاجهزه الامنيه احسنت صنعا بهذا التصرف وفي هذا الظرف فباسقاط الحكومه ستتحقق مصالح وطنيه عليا عديده من اهمها اعادة ثقه بعض الشعب بمجلس النواب واخماد نار الحراك التي بدأت تشتعل وتتأجج من جديد بفعل التصرفات الحكوميه وبذلك تهدأ الاحوال ولو لفتره بسيطه من الزمن في ظل ظروف اقتصاديه ومعيشيه صعبه وقاسية وينشغل الناس من جديد في تشكيل حكومه جديده وتتجه جميع الانظار السياسيه والشعبيه والنيابية حيال ذلك النمط السياسي الجديد والذي لم نتعود عليه من قبل.
وفي ظل هذه المعطيات المعقدة والصورة القاتمة فان رئيس الوزراء سيبقى يقاتل حتى اخر دقيقة وسيعمد الى ابعاد ساعة التصويت حتى يحاول خلخلة الموازين لصالح حكومته فبقدر ما سيكون التصويت مبكرا بقدر ما ستكون الفرصة مؤكدة لسقوط الحكومة .
ايا كانت النتائج فانني اعتقد ان سيناريو سقوط الحكومه سيكون خيرا للوطن من نجاحها لان نجاح الحكومه سيؤجج الموقف ويعقد المشهد ويزيد وتيرة الحراك وعليه فانني اثق جدا بالتدخل الامني الضروري في بعض الظروف الحساسة و المفصلية الحالكه والتي توجب عليهم ان يترفعوا ويبتعدوا عن اية اعتبارات شخصية او مصلحية او اخرى قد تؤدي بنا وتقودنا الى ظروف واحوال نحن بغنى عنها ولا نتمناها سائلا العلي القدير ان يحمي هذا الوطن ويحمي شعبه ويهيئ لنا حكومة رشيدة عاقلة مدبرة نزيهة تقودنا الى بر الامان انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين