أبصرهم الله فاهتدينا الطريق
أبصرهم الله فاهتدينا الطريق
عباس عواد موسى
عديدون تحدثوا في عرس الشهيد عمر محمود نجيب أبوقطام الذي استشهد في ريف دمشق . ملبيّاً النداء وأدى الواجب ونال المُبتغى الذي كان قد غادر إلى العراق لأجله ( ألشهادة في سبيل الله ) ولم تُكتب له هناك . بعد أن نالها في الأعظمية الشهيد باسم سلمان خريس ( أبو مجاهد ) في العاشر من نيسان عام 2003 وهو من مخيم حطين أيضاً وفي الأصل من بلدة عجور قضاء الخليل . وفي الثالث عشر من حزيران إستشهد راتب عبدالرحيم العالول برفقة الشيخ المجاهد أحمد ياسين ويقطن والده وأشقاء له في نفس المخيم . وتصادف يوم بعد غد السابع عشر من نيسان الذكرى التاسعة لاستشهاد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي الذي تزعم حماس بعد استشهاد مؤسسها , وكان مخيم حطين مكان الإقامة الذي يحلو له حيث يقطن فيه أحد أشقائه , ولطالما عالج أبناء هذا المخيم مجاناً .
عزمي أبوقطام شقيق الشهيد عمر يؤكد أن تلك الأعراس لؤلئك الشهداء الأبرار تركت وصيّتها للآخرين وكان في مقدمتهم شقيقه الشهيد أبوعلاء الذي لازمته أمنية الإستشهاد في سبيل الله منذ نعومة أظفاره . حتى حققها الله له . وأكد إنهم جميعاً على درب الشهيد عمر لسائرون . حدّثني فيما كنت أصغي للمهندس علي أبو السكر عضو مجلس النواب الأسبق وهو يلقي كلمة حماسية فقد ذكّره الموقف بعرس الشهيد القائد أحمد فاضل نزال الخلايلة ( أبو مصعب الزرقاوي ) الذي استشهد يوم السابع من حزيران عام 2006 وهو ما اعتبره المهندس أبو السكر بأنه مسيرة لا تنضب وستتواصل المقاومة وسينتصر المجاهدون . وكان قد سبقه في الحديث المراقب العام للحركة الإسلامية الدكتور همّام سعيد والشيخ الدكتور نادر أسعد بيوض التميمي وتتلخص كلماتهم في عبارة أبصرهم الله ويقصدون الشهداء فاهتدينا الطريق . وفي العرس لم تنقطع هتافات التكبير ولكنهم أيضاً واصلوا هتافهم عن الثورة السورية ( إسلاميّة إسلامية .. لا شرقية ولا غربية ) , ( إسلامية إسلامية .. لا يسارية ولا قومية ) .
ألقوميون السوريون المعارضون لا يلتقون مع قوميّي العرب الآخرين وكذلك قسم من اليساريين السوريين الذين نشأوا مُختَرَقين صهيونياً وماسونياً كحال الفلسطينيين حتى أصبحوا جزءاً من المافيا الأسدية منذ مجيء الطائفي بشار على سدة الحكم . وظلوا يحالفون كل الأنظمة المتصهينة والتي تتفق مع جُبنهم من الموت . وها نحن لم نسمع عن واحد قاتل إلى جانب المخلوع القذافي ولن نسمع عن واحد منهم يقاتل إلى جانب بشار . ويكتفون بإعلان توافقهم مع أمريكا والكيان الصهيوني في التحذير من الإسلاميين الإرهابيين ويتسابقون في شتم دول الخليج كونها لا تحتاج لجبنهم والدول المؤيدة لثورة الشعب السوري التي يُجمع الجهاديون والأنظمة التي تحاربهم على أن أمدها سيطول .
وقصة الشهيد عمر تشابه قصة الشهيد رياض هديب المسؤول الشرعي لجبهة النصرة لأهل الشام الذي نال الشهادة في درعا يوم الخامس عشر من أول أشهر العام الجاري بعد أن رافق شقيقه عادل إلى العراق فاستشهد شقيقه في الأعظمية . وفي العرس الذي أقيم له تحدث الدكتور صلاح الخالدي مؤكداً إن هناك تماثلاً بين الشهيد السعيد رياض وبين إمام الشهداء الدكتور عبدالله عزام الذي تنبأ أحد تلاميذه بأن ميتته ستكون بالشهادة في سبيل الله فيما كنت والكلام للأستاذ الدكتور الخالدي أرى في وجه رياض علامات شهيد . وقال إن الجبهات مفتوحة وهو بشرى للإسلام والمسلمين .
ألأزمة السورية وحّدت مواقف التيار الديني وصدّعت من يلفظون أنفاسهم الأخيرة من قوميين ويساريين اعتادوا التسول على أبواب الأنظمة البائدة فأخذوا يستجدونه من كنيسة موسكو وولاية الفقيه الفارسي بكذبهم المعهود .
ألتيار الديني يقود المرحلة بلا منازع ولا منافس . فيما بقايا اليسار والقوميين وعدد من الأقليات يجيدون جمع التواقيع على بيانات فارغة تخشى مواجهة عُشاق الشهادة الذين يقودون السيارات المُفخخة ولا تفارقهم الأحزمة الناسفة .