يوم الأسير الفلسطيني
يوم الأسير الفلسطيني
عمت الكلمات في المهرجانات الخطابية كل بقاع الكرة الأرضية، وخرج الخطباء من كل الأطياف السياسية يتحدثون عن الأسير الفلسطيني، لكن في نهاية اليوم كل عاد إلى منزله تاركاً الأسرى وحيدين دون أي مؤنس في ظلمة الزنازين وسجون الاحتلال.
وهنا لا أقزم العمل الذي جرى في المسيرات التي تحركت، لكن نتمنى أن تبقى قضية الأسرى حاضرة في قلوب ونفوس أحرار العالم، وأبناء الأمة العربية والإسلامية، وأن لا تكون مجرد مسيرة انتهت وانقضىت، وندعو أن تبقى القلوب والأرواح متصلة بمعاناة الأسرى وجراحهم ، لذا يجب أن تكون قضية الأسرى حاضرة في جميع الحركات الشعبية، إن أسرى فلسطين يستحقون كل الاهتمام والانتباه، ويستحقون بذل كل الجهود من أجل تحريرهم وإطلاق سراحهم وهم مرفوعين الرأس بعزة وكرامة، حتى لو تطلب الأمر القيام بمبادرات نوعية لإطلاق سراحهم وتحريرهم، وفق الطريقة التي تم بها تحرير الآلاف منهم في عمليات التبادل التي تمت خلال فترات ماضية، وإطلاق حملة تضامن مع قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الصهيونية، والعمل لدى جميع المؤسسات الدولية السياسية والقانونية والحقوقية، من أجل فرض إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط ، كل يوم يستشهد شهيد ، استشهد الشهيد ميسرة إلى جنة الخلد في السموات العلى بإذن الله تعالى ورحمته، وقبله الشهيد عرفات جرادات، واليوم الشهيد فوزي النمر، والشهيد الحي الأسير سامر العيساوي الذي تجاوز 260 يوم في الإضراب، وغيرة من الأسرى المضربين عن الطعام.
أتساءل أين الفصائل؟ فيجب على كل فصائل المقاومة العمل على تحرير الأسرى من خلال أسر جنود صهاينة من أجل تحرير كل الأسرى حيث سمعنا بيانات كثيرة من كل الفصائل، ولم نرى أي نتيجة فأين فصائل المقاومة ؟ هل أصبحتم عاجزين؟! أم كل منكم ينتظر المفاوضات؟ أين الكتائب والكتائب وقيادات الكتائب من جميع الفصائل؟ والقوة والأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات والأندية، لماذا لا نقف مع الأسرى وقفه التي يستحقونها؟ فتنطلق شرارة الانتفاضة وتنطلق شعلة الثورة، لأننا سئمنا انتظار المجتمع الدولي الذي لم يجلب للشعب الفلسطيني وأسراه سوى الكوارث، وأن خشبة النجاة الوحيدة هي كيف نتخلص من هذا الاحتلال الجاثم على صدور شعبنا وأرضنا ؟؟ هذه الأسئلة المشروعة والكثيرة تدور في ذهن كل أبناء الشعب الفلسطيني ، فلم يعد مقبول انتظار المفاوضات !! لأنها لم تعد تنفع بشيء سوى بزيادة الاستيطان ونهب الأرض، وإن الانتفاضة إذا اشتعلت لم تجلب الفوضى والخراب بل ستعطي نتائج مثمره .
اليوم يخرج علينا العدو الصهيوني والعرب وعلى حد سواء للتبشير بأن الانتفاضة الثالثة غير ممكنة أو ليست قريبة لماذا؟ لأن قيادة الشعب الفلسطيني معنيون بالتهدئة حتى لا يحرجوا حكام قطر، و حكام الوطن العربي والعدو الصهيوني، وما يحدث على الأرض يومياً من أهانه، وقضية الأسرى وتضييق على الفلسطينيين ومصادرة لأراضيهم والاستيطان وتهويد القدس وقتل لأبنائهم، يؤثر فيهم بنفس القدر الذي يؤثر في بقية أبناء الشعب الفلسطيني.
الأهم من ذلك هو أن الشعوب عادة لا تنتظر مباركة من قيادات بعينها عندما تقرر ما هو في صالحها، يمكن للشعب الفلسطيني أن يفاجئ الجميع بانتفاضة ثالثة، إنني من منطلق ديني وعربي فلسطيني أناشد الشعب العربي الفلسطيني بإعلان الثورة في كل فلسطين، وإعادة مشروع المقاومة وتحرير فلسطين وعدم الاعتراف بما يسمى الكيان الصهيوني، وعدم الاعتراف بكل الاتفاقيات مع العدو الصهيوني وإعلان المقاومة بكل أشكالها حتى يتم تحرير فلسطين .
إن صمود أسرى الحرية في إضرابهم المستمر عن الطعام وأرادتهم الصلبة، بات يبرز للعالم برمته مدى الظلم الذي يلحق بهم جراء الممارسات القمعية ولا إنسانية التي يتعرضون لها، إن ملف الأسرى قضية هامة وحيوية، لا تقل أهمية عن سائر المواضيع التي يفترض أن تنال الأولوية في الاهتمام، فلسطينيا وعربيا وعلى مستوى الهيئات والمنظمات الدولية.
فمتى نستطيع أن ننهض من كبواتنا وغفوتنا وننفض الغبار عن فكرنا لنكتب جملة مفيدة تبعث فينا أملا نحو مستقبل مزدهر لأسرانا وشعبنا الفلسطيني المظلوم؟؟؟؟؟؟.
وإنها لثورة حتى النصر.
بقلم الكاتب جمال أيوب.