قراء في حديث ولي العهد لقناة العربية
ماجد القرعان
لم يصدف ان تابعت لقاءاً تلفزيونيا لشخصية عامة حتى نهايته أو استمعت للقاء أكثر من مرة كما حدث معي بالنسبة للقاء سمة ولي العهد الأمير الحسين الذي اجرته معه قناة العربية والذي استمعت اليه ثلاث مرات متوقفا أكثر من مرة عند العديد من المفردات والجمل والتي تعبر عن مصداقية الحديث والتعبير وقوة التأثير .
حديث سموه ينم عن سرعة البديهة والقدرة على التشخيص التي يمتاز بها كبار القادة ممن يتصفون بالحكمة والنباهة العالية فكان حديثه وطنيا بمعنى هذه الكلمة في اجابات سريعة محسوبة ومحسومة ودقيقة ذات تفسيرات واضحة لا تشوبها اية شائبة تؤكد بمجملها على سعة اطلاعه ومعرفته بأدق التفاصيل في كافة الشؤون المحلية على وجه التحديد وكذلك في كل ما يتعلق بالوطن اقليميا ودوليا .
لن ادخل بتفاصيل موضوعات المقابلة التي نقلتها عشرات وسائل الإعلام المحلية والعربية وحتى الدولية لكن هذا الإهتمام الواسع له معنى واحد ان المتحدث هنا قائد محنك واسع الإطلاع يعي تماما ما يقوله ويدرك أهمية المكاشفة والصراحة في توفير القناعات لمستمعيه .
ما افضى به سموه في الشأن المحلي على غاية الأهمية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مبرزا القضايا والمشكلات ومقدما الحلول الناجعة والتي هي بمثابة رسائل هامة لكافة صناع القرارات والخبراء والمخططين في كافة الجهات والقطاعات لأحداث اصلاح حقيقي وفاعل ليخرج الأردن من أزماته الإقتصادية ويمضي قدما لتطوير المنظومة السياسية والذي يستوجب نشر الثقافات السياسية والحزبية وتقبل الآخر ليصبح لدينا احزابا وطنية برامجية تكون بمثابة روافع للدولة في مسيرتها والذي يؤكد عليه جلالة الملك في كل لقاء فالإقتصاد القوي يبقى العماد الرئيس الذي يمهد الطريق للاستقرار السياسي والاجتماعي وهو ما يجب ان يتصدر اولويات عمل الحكومات .
أما الشباب في ذهنية سموه فهم الذين سيصنعون المستقبل ما يقتضي تهيئة كافة السبل والأدوات التي يحتاجونها وصقل شخصياتهم فكان تأكيده على ضرورة اعادة خدمة العلم ليكون الجيل الجديد منضبطا ومرتبطا بوطنه ليندفعوا نحو اطلاق المبادرات الخلاقة والتي من شأنها نهيئتهم للانخراط في الحياة العامة معاول بناء وازدهار .
حديث سمو ولي العهد نابع من المسؤولية التي يتحملها تجاه وطنه مدركا اهمية الإستثمار في الموارد البشرية العنصر الرئيس لتحقيق تنمية نوعية في وطن يزخر بالعديد من الموارد والثروات الطبيعية ومجالات الإستثمار بدءا من المشاريع الصغيرة وكذلك المتوسطة والكبيرة والشواهد كثيرة في هذا المجال على النجاحات التي وصلت العالمية .
كل امنيات التوفيق للسند الأمين والعضيد لجلالة الملك فالوطن يكبر وينمو بأبناءه المخلصين الصادقين .