0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

تداركوا…عجزنا المائي الكارثي يتفاقم

تداركوا…عجزنا المائي الكارثي يتفاقم
راتب عبابنه
تقديم:
ترجمة لمقال بقلم آرين بيكر (Aryn Baker) مديرة مكتب مجلة تايم (Time) الأمريكية في الشرق الأوسط والمنشور بنفس المجلة بتاريخ 4/4/2013 تحت عنوان : ” هل ستستنزف أزمة لاجئي سوريا مياه الأردن؟ ”
مقدمه:
ترجمتي لهذا المقال تأتي لعظم المخاطر التي احتواها المقال من أناس ذوي إختصاص بمجال المياه وعلى صلة مباشرة مع اللاجئين واحتياجاتهم. والحلول للأسف تكاد تكون معدومة بسبب العجز المائي الكبير وتزايد أعداد اللاجئين والمتوقع تزايد عددهم بحال سقوط النظام أو سقوط الجزء الجنوبي المحاذي للأردن الذي يترتب عليه لجوء مئات الآلاف في اليوم الواحد. مما يزيد الطلب على المياه والغذاء والدواء والخدمات والسكن والأمن وهي الأمور التي تحتم رفع الأسعار وخلق التذمر الشعبي المتصاعد أصلا واحتمالية التصادم مع اللاجئين كأحد صور الصراع من أجل البقاء.
وعلى ضوء ذلك نرى أن الإسراع بإعادة النظر باستقبال اللاجئين أصبح ضرورة ملحة جدا تتعلق بحياة شعب ومستقبل وطن. وإيجاد الحلول الجذرية صار واجبا وطنيا ومن الأعباء التي على الحكومة بحثها بشكل جدي. الحقائق الموجودة تثير القلق والمخاوف على المستقبل المائي بالأردن. وهذا يستوجب العمل الجاد والسريع لتدارك مدى أخطار شح المياه, إذ لا حياة بدون ماء.
وإليكم ترجمة المقال :
هل ستستنزف أزمة لاجئي وريا مياه الأردن؟
الآن وقد جاء الربيع في الشرق الأوسط، فإن عدد اللاجئين السورين والمقدر بـ (1,2) مليون بتركيا ولبنان والأردن يمكنهم أن يأملوا بالفرج من الثلج والمطر ومن ليالي الشتاء ذات البرد القارس.لكن ذلك الفرج سيكون قصير الأجل كطقس المنطقه المعتدل. الصيف قادم بسرعه, وفي الأردن بالذات فإن حياة اللاجئين السوريين والمجتمعات الحدودية التي تساعدهم تقترب من الأسوأ.
الأردن هو أحد دول العالم الأكثر عوزا للماء. وهو معرض لجفاف مستمر أفسد توقعات النجاح الزراعي بمناطق شمال البلاد لما يقارب العقد من الزمن. لقد أجهد التدفق السريع والكبير لللاجئين السوريين المدن الحدودية كالرمثا والمفرق حيث مقر مخيم اللاجئين الزعتري قد أجهد مصادر المياه لدرجة الإنهيار__ ولمدة أسبوعين في شهرشباط مناطق من المفرق لم تصلها المياه على الإطلاق. درجات حرارةالصيف المرتفعة ستفرض تحديات إضافية على منطقة فقيرة بالكاد تستطيع مساعدة سكانها الأصليين، ناهيك عن تدفق لاجئين جدد متوقعون طالما أن الحرب تدور رحاها. لقد رحب أهالي المفرق باللاجئين الهاربين من العنف عندما تطورت الثورة السورية السلمية لصراع دموي منذ سنتين تقريبا. ( طقوس ) الضيافة بدأت تتراجع. التنافس بين اللاجئين السورين والسكان المحليين على المصادر المحدودة من ماء وكهرباء ومدارس وسكن ورعاية طبية لا يمكن إخفائه، ومرشح لأن يسبب اضطرابا بأحد الدول القليلة المستقره في الشرق الأوسط. نايجيل بونت ( Nigel Pont ) المدير الإقليمي بالشرق الأوسط لـ ميرسي كوربس Mercy Corps) ) وهي وكالة تنمية عالمية ومنهمكة بالأزمه السورية أفاد أن : ” التوترات تزداد مع ازدياد درجات الحرارة. ” وأضاف أن الإستياء بين الأردنين أصبح ملموسا ويمكن أن يتصاعد للعنف إذا لم تعالج القضايا الكامنة.
نح (3000) سوري يقطعون الحدود الأردنية يوميا، الوكالات الإغاثية التي تعمل مع ( 363000 ) لاجئ موجودون مسبقا بالبلد, تتوقع بهذا المعدل قدوم مليون آخر مع نهاية العام للأردن فقط. المدن الحدودية كالمفرق أصبحت ترى أن السكان منذ بداية الصراع السوري يتضاعف ويرفع أسعار الإستئجار والغذاء والخدمات لدرجة عالية جدا. وفي نفس الوقت، الحكومة الأردنية الآن بصدد خفض المساعدات المالية التاريخية السخية المتعلقة بالمحروقات. وكنتيجة, الكلف تزداد جنبا إلى جنب مع ازدياد الطلب __ ( وذلك ) بمثابة عاصفة متممة للإقتصاد الأردني الذي لديه العديد ممن يتذمرون من الضيوف غير المرحب بهم.
المساعدات الدولية يمكن أن تجدي بمجال الغذاء والسكن وحتى المحروقات بتزويد السكان اللاجئين المتزايدين بالأردن لحد معين, بينما الماء هي الشيء الوحيد الذي لا يمكن شحنه جوا. الأردن ولمدة عقود اعتمد على استخراج المياه الجوفية لتزويد أعداد سكانه المتزايدة، لكن هذه المصادر تتناقص حسب أوكسفام (Oxfam ) الخيرية ضد الفقر والمنخرطة أيضا بالصراع السوري، فإن إستخراج المياه الجوفية بلغ ثلاثة أضعاف تقريبا ببعض المناطق مما يعني أن الآبار قد جفت تماما. ومما يجعل الأمور أسوأ، فإن أوكسفام تقدر أن 50% من مياه المفرق تعتبر فاقدة بسبب الأنابيب القديمة أو بسبب الناس الذين يختلسون مياه البلدية.
وفي تصريح نشر مؤخرا يقول كريستشن سنود ( Christian Snoad ) منسق (عمليات) التعقيم والتنظيف بالزعتري أن ” حالة الطوارئ التي يعيشها اللاجئ السوري تبرز المشاكل الأكثر ضغطا على الأردن __ ( وهي ) المياه ” ( ويضيق سنود ) ” يجب إيجاد حلول تتعامل مع ندرة المياه في الأردن، وهذا يجب العمل عليه كضرورة قصوى.” كما هوالحال، البلدات التي كانت تأتيها المياه مرة في الأسبوع أصبحت تأتيها مرة كل أسبوعين. وكون أكثر من نصف اللاجئين السوريين يسكنون ببلدات مثل المفرق، أصبح من السهل على الأردنيين أن يلقوا باللوم على القادمين الجدد. ولسد هذه الثغرة, على السكان أن يعتمدوا على شركات الصهاريج الخاصة التي هي البديل المكلف والرافد لاستياء إضافي.
قامت وكالات الإغاثة مثل أوكسفام (Oxfam ) وميرسي كوربس Mercy Corps) ) بحفر آبار بمخيم لاجئي الزعتري للتقليل من حدة العجز هناك, لكنه حل قصير الأمد سيحرم أجيال المستقبل من المياه الجوفية الفائقة القيمة. ولمساعدة السكان واللاجئين خارج المخيم قامت الوكالة الأمريكية العالمية للتنمية بمشاركة ميرسي كوربس بمشروع كلفته ( 20 ) مليون دولار لترميم شبكة المياه الأردنية المعتلة حيث تدفق اللاجئين السوريين عطّل مصادر المياه.
هذه المبادرات ستساعد فقط بحال أن الأعداد القادمة بقيت ثابتة، إذ ليس من الممكن تدارس الوضع المتفاقم في سوريا. يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان المتواجد في بريطانيا، أن ( 6000 ) سوري قتلوا بشهر أذار ليكون الشهر الأكثر قتلا منذ بداية الأعمال العدائية عام 2011. يوم الثلاثاء قامت قوات التمرد بمهاجمة أحد ضواحي دمشق لمحاولة الوصول إلى قلب معقل الرئيس بشار الأسد. النظام رد بوابل من الصواريخ ( وقذائف ) الهاون وغارات جوية على الضواحي الشمالية المتحالفة مع المعارضة. من المستحيل أن تتنبأ أين ستذهب الحرب : المتمردون مصممون، وكذلك النظام. لكن إذا سقط النظام فعليا، أو أي من المدن السورية الجنوبية لنفس السبب فإن موجة من السوريين باتجاه الحدود الأردنية أمر مؤكد. وبدلا من ( 3000 ) لاجئ باليوم من الممكن أن يجد الأردن نفسه مجبرا لقبول مئات الألاف __ ( وهذا ) عبء كارثي لأي دولة، ليس أقلها واحدة على الحافة بسبب مواردها المتناقصة.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com