هموم الإعلام الالكتروني
كتب. البروفسور حسين علي غالب بابان
مواقع الانترنيت كثيرة لكني أنا أركز هنا على الإعلامية منها والتي تصدر باللغة العربية فيوم بعد يوم تزداد أكثر فأكثر ،وأتذكر عندما بدأت أرسل ما أكتبه إلى أول موقع تعرفت عليه وكان موقعا عراقيا مختص بنشر المواضيع السياسية الساخنة عام ألف وتسعمائة وسبعة وتسعين ومن هنا بدأت ،و الغريب بالأمر أنه ما زال موجودا حتى يومنا هذا و ما زالت أكتب به ولي علاقة حب وإحترام مع صاحبه الذي كان معارضا سياسيا يعيش في المنفى منذ وقت طويل ، كان الموقع تصميمه لكي أكون منصفا بنقل الحقيقة “مضحكا” مقارنة مع المواقع التي أراها حاليا، وبطيء جدا حيث انتظر عدة دقائق حتى أقفز من الصفحة الرئيسية إلى بقية الصفحات ،وعندما أرسل له موضوعا ما كنت أنتظر أسبوعا كاملا حتى ينشره ، وكان يتلقى صاحب الموقع عبر بريده الالكتروني عشرات رسائل التهديد يوميا والهدف منها إيقافه عن العمل ولو قليلا ، ومع هذا لم يكن مهتم سوى بإيصال محتوى إعلامي رصين للمتابع لموقعه في حينها.
نعم تغير الحال مع الطفرة التكنولوجية وانخفضت تكلفة تصميم واستضافة الموقع نفسه ومنذ فترة تواصلت مع شركة مختصة بهذا المجال فعرضوا موقعا كاملا لي مع تصميم ومشاركة في إدارته بمبلغ مائة دولار سنويا فقط لا غير ،لكن هناك مشاكل كثيرة وحقا كان الله في عونهم لأنني شاهد على أدق التفاصيل لما يمرون به .
أحد أصحاب المواقع المغربية يذكر لي بأنه تعب من ملاحقة هذا الموقع أو ذاك ، فكل شيء ينشر على موقعه الذي يشرف عليه بين ليلة وضحاها يصبح “مباح” لكل من “هب ودب” ، وبات يعرف من يسرقه ولقد تواصل معهم ولم يصل إلى أي نتيجة تذكر حتى يتوقفوا عن فعلتهم الشنيعة ، والملاحقة القانونية سوف تصب لصالحه لأنه صاحب حق ، لكنه لا يملك التكلفة المادية فالمتابعة القانونية تكلف مبالغ فلكية كما هو أخبرني ، ولهذا أكتفي بالصمت ورفع راية الاستسلام عاليا.
صديق إعلامي أردني نجح في موقعا أخباري قام بتأسيسه بمبالغ رمزية وجهود فردية منه ،وأتصل بي مشكورا بعد أيام من افتتاح موقعه يطلب مني أن أعطيه مقال أو موضوع أو أي شيء أكتبه حتى ينشره فهو يحتاج إلى أسماء لامعة أسمها متداولة عبر الانترنيت وبعد البحث والسؤال وجدني ووجد غيري من عشاق الكتابة ، وبل تردد أرسلت له وكانت لي ذكريات حلوة مع هذا الموقع، لكن رغم نجاح الموقع وكثرة متابعيه وزواره إلا أن أرباحه المادية قليلة من خلال الإعلانات ،فأضطر إلى بيعه إلى أول مشترى عرض عليه شراء الموقع ، ومنذ بيعه توقف الموقع ولا أعرف السبب، وكذلك أختفى صديقي لاكتشف بعد عدة سنوات أنه يعيش في كندا وترك العمل الإعلامي نهائيا و وجدني عبر الاتصال بي من خلال صفحتي على موقع “الفيسبوك”.
تجربة ممتعة عشتها مع المواقع الإعلامية وما زالت أعيشها ، فلقد نشر لي في أكثر من مائة موقع والسواد الأعظم من هذه المواقع موجودة لكنها تعاني ، لأن العمل الإعلامي ليس بالهين والسهل كما يتخيل الكثيرين خصوصا في أوطاننا التي تعيش دوما أحداث مضطربة غير طبيعية ، والإعلاميين بشر لديهم احتياجات يجب أن تتوفر لهم أهمها الدعم المعنوي والمادي