لمصلحة من … الصمت العربي
كتب: ماجد القرعان
يبدو ان قادة الدول الداعمة لإسرائيل وحلفائها من الدول العربية والإسلامية غير مدركين وغير مقدرين لما ستؤول اليه الأوضاع في ارجاء المعمورة جراء تنفيذ دولة الإحتلال الصهيوني مخططها الإجرامي بإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني.
لا بل أنهم ما زالوا غير مدركين لمستقبل شعوبهم الذين سيدفعون ثمن غي وطغيان قادتهم والذين أثبتت مواقف اغلبهم بانهم ” رهينة ” لسياسات وأوامر الكيان الصهيوني.
ويبدو كذلك ان قوى الشر في العالم ما زالوا يتوهمون بدور مماثل لماكنة الإعلام التي زيفت الحقائق ابان الحرب العالمية على العراق والتي كانت وراء الفوضى التي اجتاحت العديد من الدول العربية بما سمي بالربيع العربي وكذلك وراء مآسي سوريا واليمن والسودان.
على مستوى الدول العربية فان الأحداث والمواقف المتتالية لقادة أغلبها والتي تتمثل بسياسة المواربة والتهرب من المسؤوليات الوطنية لن تُثني شعوبها عن مواصلة كفاحهم لتحرير ارادتهم وحماية مستقبلهم من تلك الهيمنة وهو ما يجب ان يفرض على العقلاء منهم سرعة التحول والإصطفاف الى جانب مصالح بلدانهم على أقل تقدير.
إردنيا ولا اجامل هنا فان الأردن بقي الدولة ( الإستثناء) سواء من جهة الإستقرار الذي ركيزته الأساس العلاقة التي تربط الشعب بقيادته التاريخية أو من جهة سياسته الخارجية المتوازنة التي لم تكن يوما على حساب مبادئه وثوابته أو مواقفه حيال مختلف القضايا والتي يتصدرها القضية الفلسطينية حيث دفعنا مرارا من أجلها وما زلنا ندفع أثمانا باهظة يعرفها العدو قبل الصديق لكن الواقع العربي الرسمي بأغلبه حيال ما يجري في غزة هاشم مؤلم للغاية.
تمعنوا جيدا بمواقف الأردن قيادة وشعبا حيث لا حساب عندهم لأية تداعيات على حساب الكرامة والشرف وتمعنوا أكثر بالدور العظيم والكبير الذي يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني لتنوير قادة العالم وشعوبها بحقيقة ما يجري الآن بحق الأهل في غزة من إبادة واجرام على يد قوات الكيان الصهيوني.
وتمعنوا أكثر بمواقف جلالته حين هاتفه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن فور عملية #طوفان_الأقصى حيث كان الزعيم الأول الذي يهاتفه بايدن وكذلك موقفه حين التقى قبل ايام بوزير خارجيته @SecBlinken #أنتوني_بلينكن الذي زار المنطقة ليؤكد دعم الولايات المتحدة للمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد اصحاب الحق التاريخي في فلسطين.
فخلال الإتصال الهاتفي للرئس الأمريكي @BidenInaugura دعا جلالته إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد في غزة ومحيطها وحماية المنطقة من تبعات دوامة عنف جديدة وضرورة إنهاء جميع الممارسات التي تؤجج التوتر وإيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين محذرا من أن استمرار التصعيد سيكون له انعكاسات سلبية على المنطقة.
وخلال لقائه وزير الخارجية #anthonyblinken دعا جلالته الى فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة، وحماية المدنيين ووقف التصعيد محذرا في ذات من أي محاولة لتهجير أو التسبب في نزوحهم وعدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين.
أهل غزة ومعهم جميع ابناء القضية لا يريدون منكم ان تشنوا حربا على الكيان الصهيوني ولا ان تقطعوا علاقاتكم مع الدول الداعمة لهم بل يريدون منكم ان توازنوا في سياستكم بين مصالحكم المرتبطة بتاريخ أباؤكم واجدادكم وامتكم أو اقلها ان تلتزموا بالحديث النبوي الشريف (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) وهل في العالم أجمع أكثر مما يجري لأهلكم في غزة هاشم.
وختاما اذكركم بالمثل الذي يقول (أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض! ) فأقلها اعملوا من أجل مستقبلكم.