عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

أول همسة

أول همسة بوح! .. مع أول فرصة لفتح مغاليق القلب، تشعر كم نحن مُتعَبين، ليس اقتصاديا ولا سياسيا فحسب، بل ثمة شيء في داخل الداخل بحاجة لترميم، ثمة نوع من الصدام والتنافر مع النفس، فلا مصالحة ولا  حكومة وحدة وطنية  ولا توافق، بل انقسام وانهدام وانشراخ، طولا وعرضا، كأن الناس مجرد صور لا كائنات منسجمة مع ذاتها! وكلما تعمقت أكثر في نفوس أهل الشرق، اكتشفت كم هم «مدمرين» كأن تلك الأجسام التي تبدو متماسكة، ليست سوى شظايا، أو بقايا، تم إلصاقها بالوهم، وسرعان ما تتبعثر لدى أول همسة بوح! -2- لحن الرجوع الأخير!  الهروب من الواقع لواقع أكثر سوءا، نوع من الانتحار، حينما تحاصرنا الغيوم السوداء، والمعازف التي تذكرنا بلحن الرجوع الأخير، في احتفالية أشبه ما تكون بمأتم، ننأى بأنفسنا إلى حلم مؤجل، قد يطول، ولكنه ملاذ مشتهى، لا تصنعه الأمنيات، بل التضحيات والصبر على المظالم، ورعاية بذرة التمرد، التي لا تمتثل للقهر والجبروت! -3- طقوس التدين الموسمية!  ميراث هائل ينثال على رؤوسنا، في مواسم التدين، كم نحتاج إلى إعادة نظر جذرية بكل تلك السلوكيات المبهرة للنظر، دون أن تذهب بعيدا إلى النخاع الشوكي للوجدان، وتؤثر فيه! -4- عطر الكلمات!! بعيدا عن الأجواء الملبدة بالغيوم السوداء التي تلف عالمنا، نلوذ بـ  كبسولة  معزولة، نقرأ فيها شيئا من عطر الكلمات، وتلك محاولة فيها مجازفة كبيرة، تحت طائلة الاتهامات المشرعة، بمدى ملاءمة السلوك هذا للشعور العام، ولكن لا بأس، سنحتمل أي لوم أو تقريع، لأننا نختنق بالسياسة، ونحن بحاجة للخروج من قمقمها ولو استثناء في وقت مستقطع بين شوط وآخر من اللهاث والقلق، الممتد من القلب إلى القلب! وتنقلني تلك الكلمات الشفيفة إلى ضفاف بعيدة، تسكن في سويداء غرفة سرية، تحتل رُكنًا قصيا في القلب، لكأنها أُغلقت وضاع مني مفتاحها، أو ألقيته في بيداء مجهولة، أملا في الاستمتاع بالبحث عنه، أو ربما تجده يد مجهوله، تمتد به إلي في لحظة يأس، لتنتشلني وتنقلني إلى قمة سحابية باردة، أو تلقي بي أمام مدفأة، محاطة بهمسات مسائية تتطاير حولي بأجنحة ملائكية!.