سوريا بين مد وجزر
سوريا بين مد وجزر
المتأمل في المشهد السوري والناظر له عن كثب ، يذهب به التفكير أن العالم قد انقسم إلى قسمين ، دول حليفة لسوريا ونظامها بقيادة روسية إيرانية ، ودول معارضة لسوريا ونظامها بقيادة أمريكية قطرية ، لكن هذا خداع للبصر ، ومسرحية تلعب على السوريين.
من يتابع الأخبار السورية يوما بعد يوم لوجد بأنه يذاع أن الجيش الحر قد سيطر على المواقع الشمالية ، وقام بالوصول إلى ساحة العباسيين بدمشق…… ، ثم تمضي الأيام ، ويذاع بأن الجيش النظامي قام بتحرير بابا عمرو من أيادي العصابات المسلحة وتم دحر المخربين و إخراجهم من الأراضي السورية.
هكذا من بداية الأحداث السورية نرى أن الأخبار لم تخرج من هذا النطاق ما بين كر وفر و مد وجزر ،لأنه عندما يتم تزويد الجيش الحر بالأسلحة الخارجية ، نرى تقدم لهم وسيطرتهم على بعض المواقع ، فهكذا يتم اللعب بالأرض السورية نرى أنهم يزودوا الجيش الحر مرة ومرة يقطعوا التزويد عنه ،حتى تبقى الأطراف السورية المتحاربة بنفس القوة أو بقوة متقاربة.
من هنا ينطلق بنا التفكير إلى أن ما يحدث على الأرض السورية من سفك للدماء وخراب ودمار ، يحاك على طاولة مستديرة بقيادة أمريكية روسية ، وبأقنعة قطرية ،لكن الخاسر الأول هم السوريين قيادة وشعبا ، لأن ما يحاك على الطاولة الأمريكية الروسية هدفه إنهاك و دمار لسوريا ووضعها في الهاوية .