عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

ماذا حل باتفاق القدس؟

ماذا جرى باتفاقنا مع سلطات الاحتلال الصهيوني، بشأن القدس؟ خاصة وأن أحدا لا يكاد يأتي على ذكر القصة، كأنها ما كانت، مع استمرار الخشونة التي تصل حد التوحش، في تعامل سلطات الاحتلال، مع المصلين في المسجد الأقصى المبارك، في حين «تحتضن» المقتحمين اليهود، وترعى «شعوذاتهم» وتدنيسهم للحرم، الذي يتم تحت ظلال حرابهم! حسب واقع الحال، وما تنشره أيضا وسائل إعلام العدو، فقد أدار الاحتلال الصهيوني ظهره للأردن بالكامل، حيث رفض تطبيق الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان، بشأن تدنيس المستوطنين الصهاينة للحرم القدسي الشريف، وهو الاتفاق الذي تم برعاية وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لإبقاء انتفاضة القدس عند حدودها «المحتملة» إن لم يكن محاولة إنهائها، و «تهدئة» خواطر المقدسيين والمسلمين عموما، وبعث مشاعر توحي أن الأقصى بخير، أما ما جرى على الأرض، فهو مختلف تماما. فما تم تطبيقه من الاتفاق هو ما يخدم الجانب الإسرائيلي، لا سيما السماح لأعداد كبيرة من المستوطنين اليهود بتدنيس ساحات الحرم.  ولم تزل سلطات الاحتلال تصر على إملاء تفسيراتها لما ورد في بنود الاتفاق، خصوصا ما يتعلق بقضية كاميرات المراقبة، حيث إنها تصر على أن تتولى أجهزتها الأمنية مهمة الإشراف على إدارة هذه الكاميرات، دون أن يكون لوزارة الأوقاف الإسلامية أي دور في ذلك، ويبدو أن كل تلك الاتصالات التي يجريها الأردن مع سلطات الاحتلال منذ ثلاثة أشهر، لم تسفر عن أي تغيير في الموقف الإسرائيلي.  والسبب في إصرار سلطات الاحتلال على هذا البند، تمكين أجهزته الأمنية من توظيف الكاميرات في محاصرة ومطاردة الفلسطينيين الذين يؤمون الأقصى للصلاة، وتوثيق قرائن «تدينهم» أمام المحاكم الإسرائيلية، في الوقت الذي يمنح فيه الجانب الإسرائيلي القدرة على تبرئة المستوطنين من أي تجاوز لبنود الاتفاق مع عمّان، ولعل هذا ما يدفع الأردن إلى عدم الموافقة على شروط الاحتلال، فخير ألا يكون هناك اتفاق، من أن نكون طرفا في إحكام الحصار على أهلنا في القدس!. تقول المعلومات أن الاحتلال يصر على الحصول على الصور التي تقوم الكاميرات بالتقاطها ويصر على أن يتم نصب الكاميرات في جميع مناطق الحرم، وضمنها المساجد، من أجل تحسين قدرته على مراقبة المرابطين ورصد تحركاتهم، وهو ما كنا نخشاه وقت توقيع الاتفاق إياه!. استمرار تعطيل الاتفاق، يعني أن الأوضاع داخل الحرم القدسي لن تهدأ، خاصة وأننا على موعد مع عيد الفصح اليهودي الذي يحل في شهر نيسان/ أبريل المقبل حيث سيتعرض الأقصى لهجوم من أعداد هائلة من المستوطنين، في هذا العيد تحديدا، ما يفضي إلى انفجار الأوضاع، في القدس، علما بأن النائب العربي في الكنيست الصهيوني باسل غطاس، وثق قيام اليهود بأداء صلوات داخل الحرم القدسي الشريف، بخلاف ما نص عليه الاتفاق الأردني الإسرائيلي، الذي يحظر على اليهود أداء الصلاة في الحرم! لدى الأردن أكثر من ورقة للضغط فيها على الاحتلال، لـ «تفعيل» ولايته على الحرم، ولو تم التلويح بها، مجرد تلويح، لتغيرت الصورة كثيرا!