0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

قوة الضعف التام!

ربما يرى مقالي النور، وقد تم التوصل إلى صيغة ما بشأن اعتقال الصحفي الفلسطيني الأسير محمد القيق، المضرب عن الطعام منذ أكثر من سبعين يوما، خاصة وأن الأسير البطل بلغ مرحلة صحية حرجة جدا، حيث أفادت محامية هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينيين هبة مصالحة والتي زارت الأسير القيق في مستشفى العفولة مساء الجمعة، إن حالته الصحية في تدهور كبير جدا وقد فقد القدرة على الكلام تماما إضافة إلى استمرار حالة التعب والإرهاق والدوخة وصعوبة التنفس التي يعاني منه بسبب استمرار إضرابه عن الطعام ورفضه العلاج والمدعمات.  القيق رفض قرار المحكمة العليا الصهيونية يوم الخميس القاضي بـ «تجميد» اعتقاله الإداري وإبقائه قيد العلاج في المستشفيات الإسرائيلية لأن قرار المحكمة هو تضليل وخداع وان مطلبه هو إنهاء اعتقاله وليس تجميد الاعتقال الذي يعني إعادة اعتقاله في أي وقت. مصالحة قالت إن نائب مدير المستشفى» دكتور طوبيا « أبلغها بان الوضع الصحي لمحمد في غاية الخطورة وفي تدهور مستمر, وهناك خطر حقيقي بان الكلى والأمعاء أصيبت إصابة حرجه لأنه منذ شهر لم يكن عنده خروج, وهناك احتمال عال لإصابته بنزيف بالدماغ, وانه بدا يفقد الشعور في أطرافه وخاصة قدميه, وان كل دقيقه تمر تشكل خطرا جديا على حياته لأن هناك احتمالا بأي لحظة أن تتوقف أعضاؤه الداخلية عن العمل وتكون سببا مباشرا في وفاته , كذلك فإن هناك خطرا بأن يتوقف القلب بكل لحظه, لذلك كان قرار لجنة «الأخلاقيات» في المستشفى, تمكين طاقم المستشفى إعطاء علاج لمحمد القيق حتى دون موافقته بهدف تحسين وضعه وإنقاذ حياته ! أطباء مستشفى العفولة كانوا استدعوا المحامية مصالحة مساء الجمعة الى المسشفى نظرا لحالته الصحية الخطيرة ورفضه إجراء الفحوصات معلنا موقفه ان أي علاج له لن يتم إلا في المستشفيات الفلسطينية… هذه هي حالة الأسير محمد، ساعة كتابة هذا المقال، وهي مرشحة للتطور في كل لحظة، على غير صعيد، لكن ما لن يتغير، أن قصة محمد، ونضاله اللافت للنظر وحد القوى الفلسطينية المتناحرة، فعلى الرغم من أنه محسوب على حركة حماس، وهو عمل مراسلا لقناة المجد الفضائية، إلا أن قضيته تم تبنيها بشكل كامل من قبل السلطة الفلسطينية، (التي تعتقل أبناء حماس، ومن يتعاطف معهم!) وبدا أن محمد وحد الصف الفلسطيني وأعطى مثالا لما يمكن أن يفعله أي إنسان حتى وهو في حالة «العجز» التام، وغدت قضيته ذات بعد شعبي وحتى دولي إلى حد ما، وتم تبنيها من قبل أبناء الشعب الفلسطيني في كل الأرض الفلسطينية، سواء في الضفة الغربية أو الداخل الفلسطيني أو غزة، ناهيك عن الشتات! أليس لافتا، في وقت تراجعت قضية فلسطين كلها إلى آخر سلم الاهتمام عربيا ودوليا، أن تتصدر حالة محمد «بعض» نشرات الأخبار، ورأس لسم الأجندة الفلسطينية شعبيا ورسميا، وهو «أسير» يقبع الآن بين الموت والحياة؟ ألا يعطي هذا درسا لكل من يقول أن «لا يستطيع» أن يفعل شيئا، وسط حالة الفوضى التي نعيشها، بل كيف يصبح الصوم، نضالا شرسا، يقض مضاجع الاحتلال، ليس خوفا على صحة محمد، بل خوفا مما يمكن أن يحدثه استشهاده، في الشارع الفلسطيني المحتقن أصلا؟ محمد القيق يعطينا مثالا على ما يمكن أن يجترحه الإنسان من معجزات، حتى وهو في حالة «العجز!» التام، فتحية لك أيها المناضل الشرس، وعجل الله فرجك، وأبناء شعبك!