0020
0020
previous arrow
next arrow

في أمر الصفدي والشقيقة السعودية والحكومات البرلمانية

 كتب ماجد القرعان

 

اربعون عاما في مهنة المتاعب مراسلا ومحررا ومندوبا ميدانيا للعديد من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية وكاتبا مختصا في الشؤون المحلية لا أذكر انني اتقنت يوما الإصطفاف الى جانب أي كان من الأشخاص دعما لمواقفهم أو تصرفاتهم فكل شاة معلقة بعرقوبها وألسنة الناس لا ترحم كما هي الذاكرة البشرية حيال  تصرفات البعض  كما هو التاريخ الذي لا يرحم .

 

مناسبة الحديث الضجة التي تسبب بها الصفدي ولا اقصد هنا وزير الخارجية الذي ومع احترامي الشخصي لم اقتنع يوما انه بحجم المسؤوليات التي تولاها بل اقصد الصفدي الآخر الذي تولى رئاسة مجلس النواب بحصوله على 103 اصوات !!!! والذي لم اقتنع به يوما أنه بحجم المسؤولية  .

 

لا اريد الدخول في مناقشة ما قاله الأخير خلال مشاركته في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في العراق سواء باشارته غير المباشرة الى (  الإبراهيمة )  التي تصب في تعزيز مقترح لسفير الولايات المتحدة الأمريكية السابق ديفيد فريدمان لدى الدولة الصهيونية أو مناسبة الأية الكريمة التي لم يُتقن نطقها  والذي دفع العديد من نشطاء السوشيال ميديا من  ابناء الشقيقة المملكة العربية السعودية الى نبش موقفه من العلاقات الأردنية السعودية في حديث تم اعادة تداوله عبر مقطع فيديو له  وتضمن اساء واضحة للشقيقة السعودية التي ترتبط بعلاقات تاريخية مع الأردن لكنني استهجن ان ينبري  البعض ” نواب واعلاميين  ” الى الدفاع عنه وتقديم تبريرات غير مقنعة وكان أولى ان يطالب النواب بمحاسبته كما فعلوا مع النائب محمد عناد الفايز فما تسبب به الأول لا يقل خطورة عما تسبب به الأخير .

 

 

واقع الحال ان مجلس النواب الذي يُعتبر احد  الأركان  الرئيسية  في بنية  الدولة الأردنية  بات منذ عدة دورت لا يحظى بثقة غالبية المواطنين تؤكدها ضعف نسب  المشاركين في الإنتخابات  والتي   لم تزيد في اغلب الدورات عن 25 % الى جانب قناعتهم ان وصول كثيرين منهم الى قبة البرلمان لم يكن بسبب قدرتهم على تحمل المسؤوليات التي حددها الدستور بل بقوة المال ودعم متنفذين في مفاصل الدولة ولا ادل على ذلك من اعتراف لأحد  مدراء المخابرات  السابقين .

 

نتحدث عن طموح صعب التحقيق ( الحكومات البرلمانية والحزبية   ) في ظل مخرجات اللجنة  الملكية لتحديث المنظومة برئاسة رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي والتي ضمت اكثر من 90 شخصية لنستغرب بداية وحسب علمي عدم انخراط أي منهم رئيسا أو اعضاء في حزب قائم أو المشاركة في الأحزاب التي يجري تأسيسها والتي اعتقد انها لن تختلف شكلا ومضمونا عن احزاب ( الأشخاص ) سابقا والتي اصطلح البعض على تسميتها بالدكاكين .

 

بتقديري ان الأردن الآن في مواجهة ثلاث تحديات كبيرة وسببها الرئيس عدم نضوج مفاهيم الديمقراطية لدى غالبية الشعب وتتمثل هذه التحديات أولا  في صعوبة ان نحظى ولسنوات قادمة ببرلمان  يضم نخبة ممن يعون دور النائب ومسؤولياته الوطنية  وثانيا صعوبة ان  نحظى بأحزاب وطنية برامجية قاعدتها الأفراد وليس الشخصيات النافذة وقوة المال وثالثا مستقبل الرؤية الإقتصادية وتطوير القطاع العام في ظل الخطط والتصورات (  الإنشائية ) التي وضعتها الحكومة .

 

كان الله في عون جلالة الملك الذي ومنذ توليه  سلطاته الدستورية يسعى صادقا لإحداث نقلة نوعية نلج بها المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية التي بناها الأباء والأجداد والذين مؤهلات غالبيتهم ثانوية عامة ودبلوم وقلة منهم الشهادة الجامعية الأولى … والله من وراء القصد .