النخبوية…
في الصحافة الأردنية، هناك مجموعة من الاسماء تتكرر في كل مناسبة…مثلا في زيارة أوباما تظهر هذه الأسماء على الشاشة، وإذا قرر الرئيس أن يجري حديثا مع الإعلام تراهم في الصفوف الأولى…وإذا قررت الدولة أن تفتح مشروعا تنمويا في الجنوب ولا بد من عرض (برزنتيشن)….تجدهم أيضا في شاشة التلفاز…
وإذا تمت مناقشة قانون الانتخاب في جلسة مغلقة تضم مسؤولين من العيار الثقيل تجدهم بعد الجلسة يطلقون عبارات نقدية للقانون علما بأنهم في الجلسة أبدوا إحتراما منقطع النظير للشفافية التي مر بها القانون…
في مقالاتهم تجد مصطلحات واحدة لا تتغير :- (النخبة، المواءمة، التكتلات، المكون الأردني.. شفافية، الحكومة، التكنوقراط )…
وإذا اندلعت مؤتمرات إقليمية مثلا لمناقشة الأزمة السورية، ..تجدهم في قاعات المطار ولدى عودتهم يلتقطون ملاحظات عن المطار ويكتبون أيضا ما تيسر لهم عن أداء موظفي قاعات الدرجة الأولى ومن ثم يحظون بتذاكر سفر مجانية..
والأهم عندما تعقد (اليو أس أيد) ورشة عمل عن الواقع الديمقراطي الأردني تجد أوراقهم تطرح في المقدمة….هؤلاء أكبر من حكومة وأحيانا أكبر من وطن…
والأغرب أنهم (محظيون) بمعنى لهم (حظوة) خاصة لدرجة أن المراسلين في رئاسة الوزراء ينادونهم (بالبيك) لكثرة زيارتهم حرم الرئاسة…
المشكلة أنهم قريبون من كل الحكومات وقريبون من كل السياسات وقريبون من كل صناع القرار والأبواب تفتح لهم..والمزايا تمنح لهم أيضا…..
ويكتبون في الأزمة السورية، وأحيانا في فنزويلا ما بعد تشافيز، ولهم خبرة في الشأن الصومالي وقد يكتبون عن الأزمة في سيريلانكا…وحقائبهم جاهزة لمرافقة أي وفد أردني سيطير إلى واشنطن…
المشكلة في أزمة دوار الداخلية لم تجدهم، في أزمة الدولة مع الإسلاميين غابوا وتعاطوا مع المسألة بإعتبارها شأنا حكوميا، في المقابلة الأخيرة وأصدائها…صمتوا، وحين يقتل رجل أمن أردني بدم بارد…من قبل مجموعة من الزعران (يترفعون) عن هكذا أخبار…وفي مشاورات تشكيل حكومة النسور يبدون هدوءا غريبا في المقالات علهم يحظون بكرسي في الوزارة..
هؤلاء يحتاجهم الوطن ولكنهم ليسوا بحاجة للوطن…هم يقررون بمحض إرادتهم متى يقفون مع الدولة ومؤسساتها ومتى يكونون ضدها…
المشكلة أن مقاسم رئاسة الوزراء والمؤسسات الحيوية الأخرى لا تعرف سوى أرقامهم….
السؤال المهم…كيف أكون مثلهم يا ترى..وهل يحق لي أن أكون مثلهم؟