عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

سوريا وفوضى التعريف!

عاد السياسيون السوريون إلى خلافاتهم التاريخية، وصار للاستقالة والعودة عنها طقوس يعرفها الذين رافقوا العمل السياسي السوري منذ الاستقلال وحتى الوحدة.. والانفصال.. ثم الانفصال العقائدي!!. أما الجيش فقد كان دائماً عنصراً أساسياً في عدم الاستقرار سواء اكان اسمه الجيش الأسدي أو الجيش الحر. ولا عجب أن يرفض هذا الجيش رئيس الوزراء بعد 3 ساعات من «انتخابه».
العلويون، الذين جاءوا جديداً إلى الثورة، أظن أنهم تسرّعوا في إعلان انفصالهم عن النظام بهذه العلنية الصارخة، مع أنهم قالوا كلاماً جديداً في معنى المواطن السوري ووطنه سوريا، وكأننا نسمع علي أحمد سعيد (أدونيس)، فهؤلاء الذين يفخرون بالشيخ صالح العلي أول ثائر بعد الاحتلال الفرنسي، لا يفخرون كثيراً بعائلة الأسد، وبالوزراء والقادة الأشرار الذين عرفنا منهم ما لم نعرف أنهم علويون!!.

فنحن نعرف أن العلويين كانوا طائفة مرذولة في دمشق، وقد شهدت طفلاً في ساحة المرجة ثلاثة رجال معلقين على الأعواد.. قيل وقتها انهم سليمان المرشد وأبناؤه. فقد ادعى هذا الرجل الألوهية.. لأن العلويين يؤمنون «بالحلول»، فقد يحل الله في علي، ويحل علي في سليمان.. لكن رجال الكتلة الوطنية لم يكن همهم ربوبية المرشد، وإنما كانوا معنيين بتمرد الرجل واستقطاب الآلاف من حوله في الجبال العصيّة!!.
وكلنا يعرف أن حكم سوريا كان حكماً عسكرياً وأن العسكر بدأوا بحسني الزعيم الكردي، وخلفه سامي الحناوي ومساعديه الدروز امتداداً إلى زهر الدين وشوكت شقير، ثم العلويون من صلاح جديد إلى حافظ الأسد!!. وهؤلاء جميعاً لم يكونوا مغرمين بالدين، وأكثرهم لا يعرفونه، ولكنها العصبية الطائفية التي لم تكن غريبة على العصبية القبلية القديمة منذ عثمان بن عفان، إلى معاوية وسلالته، إلى الهاشميين أحفاد العباس، إلى ما قيل انهم فاطميون من آل علي!!.
ما يجري في سوريا الآن له احتمالان:
– إذا بقي النظام، فإنه لن يعود إلى ما كان عليه، وسيكون أكثر ظلماً وظلامه.
– وإذا سقط النظام فهي الفوضى التي تكاد نرى عناوينها في مصر، وفي ليبيا، وفي تونس وفي العراق!!.
ما يجري في سوريا لا يطمئن. ولا يدعو إلى اليقين بأنّ القُطر العزيز سيشهد نهاية سعيدة لهذا القتل المجنون!!.