0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

الواسطة والمحسوبية

أصبحت الواسطة والمحسوبية ثقافة مجتمعية إعتيادية عند كل الناس مع اﻷسف، بالرغم من كل الجهود المبذولة من الدولة اﻷردنية لغايات تعزيز مبادئ النزاهة والعدالة والشفافية، لدرجة أن البعض أصبح لا يتحرك خطوة لوظيفة أو خدمة أو مكتسب أو غير ذلك دون أن يهاتف واسطته لغايات تحقيق مبتغاه وأهدافه، وربما يكون بعضهم محقا ﻹدعائهم بأن من يمتلك الواسطة يحقق نسبياً ما يريد:
1. المثالية تقتضي بأن يكون هنالك عدالة وشفافية ونزاهة وتكافؤ فرص وإستحقاف بجدارة في الوظيفة والحقوق والمكتسبات وغير ذلك.
2. الواقع غير ذلك تماماً حيث ممارسة الواسطة بشكل إعتيادي في كل شيء، وربما السبب شعور طالبي الواسطة بعدم أخذ حقهم على اﻷقل من دونها والشعور بالغبن وغياب منظومة العدل أحياناً.
3. هنالك توسط ممدوح ومأجور لغايات أخذ الحقوق للضعفاء، وهنالك توسط مذموم ومدحور يجعل غير الأكفاء يتجاوزون اﻷكفاء صاحبي اﻹستحقاق وهذا ظلم بعينه.
4. البعض يصر على طلب التوسط رغم علمه بعدم كفاءته، وكأنه يطالب بقلب الموازين لصالحه مهما كانت الظروف، وهنا تتجلى اﻷنانية والظلم.
5. البعض ينظر بالعدالة والشفافية ولكن عندما يتعلق اﻷمر بمكاسبه يطلب الواسطة وهذه شزوفرينيا بعينها.
6. المصيبة أن البعض يطلب الواسطة المضمونة لدرجة أنه إذا لم تتحقق طلباته ولو لمرة واحدة وفق رغباته ينفر من واسطته وينعتها بالسلبية، وهذا النوع من الناس يمتلك الأنانية والشزوفرينيا كليهما وربما اﻷمراض النفسية واﻹجتماعية.
7. والطامة الكبرى أن البعض ينادي بالنزاهة والشفافية كموجة يركبها، وإذا لم تحقق مبتغاه يكفر بها، مما يؤشر لعدم اﻹيمان بروح التنافسية الشريفة، وهكذا.
8. مطلوب من الدولة والمجتمع نبذ وتجريم الواسطة والمحسوبية وعدم قبولها ومحاسبة العاملين بها.
بصراحة: مجتمعنا ركب موجة الواسطة والمحسوبية وتعود عليها وباتت عنده ثقافة مجتمعية متأصلة، ومعظم الناس منظرة بالعدالة وعندما تكون المكتسبات لهم تتجلى عندهم أسمى معاني الشزوفرينيا واﻷنانية، ولذلك يبيعوا كل مفردات النزاهة والعدالة والشفافية واﻹستحقاق بجدارة وتكافؤ الفرص وغيرها عند أول إمتحان شخصي!