0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

طلاب المدارس والتدخين

صار من المعتاد رؤية مجموعة من الطلاب يجلسون، أو يقفون عند مكان قريب من مدرستهم، ويدخنون غير مهتمين لأي شيء من حولهم، ولم يكن وقع المفاجأة كبيراً، بقدر الصدمة التي تظهر بعد معرفة أن أعمارهم صغيرة، ويدخنون كأشخاص يحترفون التدخين منذ سنوات طويلة، وللأسف تعد هذه الظاهرة من الظواهر المنتشرة بشكل ملحوظ بين معظم الطلاب، والتي تلازمهم لفترة زمنية طويلة، مما يجعلهم يواجهون صعوبة في التخلص منها، في حال أرادوا ذلك.
توجد مجموعة من العوامل تحفز الطلاب على التدخين، وخصوصاً الفئة العمرية التي تتراوح بين الثانية عشر، والسابعة عشر، وتعتبر العائلة المحفز الأول في نشر هذه العادة، فعندما يرى الطالب أحد أفراد عائلته يدخن السجائر، أو الأرجيلة يجعله ذلك يشعر بفضول لتجربة هذا الشيء الجديد بالنسبة له، فيستغل أول فرصة ممكنة من أجل الحصول على التجربة التي يريدها، إما بسرقة سيجارة من علبة سجائر، أو بسحب نفس من الأرجيلة دون أن يلاحظه أحد، وفي البداية سوف يشعر بردة فعل سلبية تجاه ما حصل، وهذا الشيء طبيعي، بسبب رفض الجسم لهذه المواد الضارة، كما أن تأثير الخوف، وتأنيب الضمير يلازمانه بشكل شبه دائم، ولكن مع ازدياد تأثير التبغ، على جسمه سوف يتأقلم مع التدخين، وتعد البيئة المحيطة بالطالب، من المحفزات التي لا تقل أهمية عن المحفز السابق، لما لها من تأثير ملحوظ، ودور هام في توجيه سلوك الطالب، ويظهر هذا التأثير عن طريق الأصدقاء المقربين منه، عندما يعطونه سيجارة ليجرب طعمتها، أو يأخذوه للجلوس في مكان ما، كمنزل أحدهم لتدخين الأرجيلة، ليكونوا سبباً في جعله يدخن مثلهم.
من الممكن اعتبار التجربة الأولى في التدخين، سواءً إذا ارتبطت بالسجائر، أو الأرجيلة، وسيلة مساعدة في الإقلاع عنه، فعندما يبدأ الطالب بتذكر أول مرة دخن فيها، يجب أن يصف كيف كان شعوره قبل تجربته للتدخين، وبعد أن أصبح مدمناً عليه، ويساعد هذا الشيء في الوقوف على الخطوة الأولى في طريق الإقلاع عن التدخين، ومن المتوقع أن تتشابه معظم تجارب الطلاب، والتي سترتبط عادة بالمنزل، وبتشجيع الأصدقاء لخوض هذه التجربة الضارة.
تقع المسؤولية في انتشار هذه الظاهرة بين الطلاب، على أنفسهم، ومن ثم عائلاتهم، والبيئة المحيطة بهم، فعندما يدرك الطالب أن هذا التصرف خاطئ، لماذا يسمح لنفسه بالانجرار إليه؟، ويأتي دور العائلة محورياً، في إنقاذ أبنائهم من هذه العادة، فعندما تزرع في نفوسهم مبادئ تربوية سليمة، تساعدهم على التفريق بين الأمور الصحيحة، والخاطئة، عندها سوف يتم توجيه سلوكهم نحو الطريق الصائب، وبالطبع ظاهرة التدخين لا تعمم على كل الطلاب، وليس كل طالب مدخن سيء الأخلاق، ولكن كما هو معروف إن هذه الظاهرة، تسبب بتعرض الصحة للخطر، والقضاء على الرئتين، والحرمان من التنفس بطريقة سليمة، لذلك يجب الابتعاد عن التدخين، والمحافظة على الصحة قبل فوات الوقت.