0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

ثمانون شمعة أضاءت لفيروز

مضى نصف قرن ولا يحلو فنجان قهوة الصباح إلا بصوت فيروز وكثيراً ما قيل أن صوت فيروز خُلق للصباح، كيف لا وهي التي غنت للشمس “طلعت يا محلى نورها، شمس الشموسة”، مضى نصف قرن ونحن نطرب لفيروز والأخوين رحباني يُحلقان بِنَا كل صباح وكل مساء عندما “يسكن الليل”، فيروز ليست مجرد صوت إنها رسالة حب من كوكب آخر تحمل الأمل الى كوكبنا، بعض الأصوات سفينة وبعضها شاطىء وبعضها منارة , وصوت فيروز هو السفينة والشاطىء والمنارة , هو الشعر والموسيقى والصوت، فيروز، المسيحية المعتقد العربية الهوى والجذور عندما زارت زوجها في المستشفى بعدما أُصيب بالجلطة الدماغية وضعت عند رأسه كتابين أحدهما الإنجيل والآخر القرآن، غَنّت لأنبياء الله محمد وعيسى عليهما السلام، غنت للقدس زهرة المدائن وغنت لمكة المكرمة أهلها الصيد، غنت لعَمّان في القلب وأُحب دمشق وسلام لبيروت، غنت للحب والسلام، غنت لأردن أرض العزم ولا أنساك فلسطين وبحبك يا لبنان، عندما زارت القدس عام ١٩٦٣ وقدم لها أطفال القدس هدية مزهرية، حملتها معها إلى بيروت ، وإعتبرتها أجمل هدية تلقتها، وذرفت الدمع عندما إلتف حولها أطفال القدس العتيقة وقالوا لها :”دخيلك يا فيروز رجعي لنا فلسطين” وبكت لألام الفلسطينيين وشبهتها بألآم السيد المسيح !!!!!، يدعونها سفيرة لبنان إلى النجومية وأدعوها سفيرة العرب إلى العالم ، ليس الغناء والموسيقى لغة العواطف فحسب،بل هي لغة الفكر والثقافة أيضاً، إنها لغة النفس الإنسانية، فيروز أطفأت شمعة عيد ميلادها الثمانين وهي كعود الند كلما قَدِم زاد طيباً، شجرة أرز عالية تعانق أغصانها السماء وجذورها مغروسة في أرض لبنان .