0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

سَنَة الفَلة

لا يذكر الكثيرون من أبناء شعبنا شيئاً عن فلة السلطية ولجوئهم إلى فلسطين في بداية القرن العشرين، أي حوالي ثلاثين عاماً قبل اللجوء الفلسطيني إلى السلط، عندما دخلت القوات البريطانية مدينة بئرالسبع في جنوب فلسطين، يوم 1917/10/31، أرسل قائدها الجنرال اللنبي برقية إلى لندن يقول فيها ” سقطت بئر السبع. ستكون القدس هدية عيد الميلاد لكم “. وصلت البرقية الى لندن في 1 تشرين الثاني وكان جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا ينتظرها على أحر من الجمر، ليخرج ما في جعبته من مشروعه المتفق عليه مسبقاً مع زعماء الحركة الصهيونية أنذاك، فصدر ” وعد بلفور المشؤوم” في 1917/11/2، وفعلاً تم الإستيلاء على القدس يوم 9 كانون الأول 1917 بعد قتال عنيف مع الجنود الأتراك المدافعين عنها ونقل بعدها الجنرال اللنبي معظم عملياته لشرق الأردن وعبرت قواته نهر الأردن على جسر أقامته وبقي فيما بعد يحمل إسمه ووصلت إلى مشارف مدينة السلط مركز اللواء ونصبت مدافعها على طف النبي يوشع وبدأت بقصف المدينة، دافعت الحامية العسكرية التركية المتمركزة في القلعة ببسالة بمساندة الكثيرون من أبناء المدينة ولكنها في النهاية إستسلمت ودخلت القوات البريطانية والأسترالية مساء 25 أذار 1918 إلى مدينة السلط وبدأ أهالي السلط بالهروب خوفاً من ظُلم وبطش الإنجليز بعدما طاردوا رجال السلط الذين قاتلوا وتعاونوا مع الاتراك وأودعوهم السجن وأُعدم عدد من رجالات السلط والمجاهدين لنفس التهمة، لجأ السلطية إلى دمشق وفلسطين وخاصة إلى مدينتي أريحا والقدس ويُسمى هذا اللجوء بالفَلة الأولى، فيما بعد تمكن الأتراك من إستعادة السلط وبدأوا بملاحقة الأهالي الذين تعاونوا مع الإنجليز وإنحازوا لهم في قتال الأتراك وتكررت المأساة وهرب الكثيرون ولجأوا إلى فلسطين وخاصة إلى مدينتي الناصرة والقدس وتدعى هذه بالفَلة الثانية، تدخل بعدها الأمير عبدالله بن الحسين رحمه الله عندما زار السلط لدى السلطات الإنجليزية بإصدار عفو عن الجميع وتوقف الشنق والإعدام في القدس ونابلس وعاد المهجّرون إلى ديارهم .