بين عرشين : عرش الفساد وعرش الأم
بين عرشين: عرش الفساد وعرش الأم
الدكتور محمد السنجلاوي
بعيداً هذه المرة عن “الفساد”، الذي تربع على عروش (كرامتنا) الذابلة، وعلى عروش نهضتنا، التي لم تولد بعد…
بعيداً عن أيادي (الأخطبوط)، التي التفت حول أعناقنا، عند أول سباحة لنا في بحار الأمل…
بعيداً عن تلوث (الأجندات)، التي ما زالت تحاول تسميم دماء الوطن، بحبرها الأسود المصنّع في مطابخ القتل الوطنية…
بعيداً عن لغة (الأسعار) التي كلما ارتفعت، هبطت “قيمة الإنسان” إلى أدنى درجة في بورصة السماسرة واللصوص.
بعيداً عن كل شيء .. يظل قلب الأم نقياً.. مقدَّساً.. نهرب نحوه كي نشعر بالدفء في زمن البرودة والجليد…
– إذا أطلتْ: يهتز عرش الروح، ويتسلق الفرح دالية القلوب…
– إذا مشتْ: تنبجس خلف خطواتها عيون الماء، دفَّاقةً تلثم الخطى…
– إذا تنفستْ: تُحلق طيور الأمل، سابحةً في فضاء الأمنيات…
– إذا تبسمت: نحار على أي نجمةِ نكتبُ القصائد…
– إذا استمعت: تتراقص على نبضات قلبها، أمواج الإهتمام العاتية، مغموسةً بالقُبَل…
– إذا ضحكتْ: يهطل المطر، فتعشب الصحراء، ويلوح قوس قزح في قلب العتمة…
– إذا تكلمتْ: نتحلق حولها كتلاميذ المسيح، نقتات خبز الخلاص…
– إذا أعطتْ: تحطم كل أواني “المن والأذى”، فتلهج الألسن عاجزة عن الشكر…
– إذا سهرتْ: ننام ملء جفوننا، وهي تغزل لنا أثواب الرعاية والنجاح، مُصوِّبةً أكفها نحو السماء…
– إذا نامتْ: تعلق تحت أجفانها المُغمَضة، قناديل حبٍّ لا تنطفئ…
– إذا استيقظتْ: تملأ المكان ضجَّة بألوان النشاط، تزفها الملائكة وهي تخبز لنا فطائر التفاؤل…
– إذا عملتْ: يعجز النمل عن محاكاة مُلهمة، زينت جدران الحياة، بقرميد التفاني والإخلاص…
– إذا فكَّرتْ: تذرعُ الآفاق على أجنحة الأثير، بحثاً عن تيجان سعادتنا المسروقة…
– إذا أحبتْ: يفرُّ من عينيها شعاعٌ، تنحني له أعظم قصائد الحب والغزل…
– إذا كرهتْ: ترسم لنا في كرهها، آيةً من آيات الحب المبطَّن والمضرَّج بالعبير…
– إذا أنجبتْ: تكون قد علمتنا، أن سرَّ الحياة يُولَدُ من صرخات الموت…
– إذا تعبتْ: تحطُّ على شفتيها ألف ابتسامةٍ، كي تحجب عنا رائحة الحرائق، التي تضطرم في قلبها وتكوي مفاصلها المُدنفة…
– إذا حزنت: نشعر على الفور، بأن جميع الموازين قد انقلبت، وبأن الأرض قد تخلّت عن جاذبيتها إلى غير رجعة…
– إذا بكتْ: ترتعش القلوب، وتقشعر السحب، فيجتاح الأرض طوفان الألم…
– إذا رحلتْ: تُغلق الحياة جميع الأبواب في وجوهنا، عدا باب الذاكرة، يظل مفتوحاً على مصراعيه، نازفاً بالدمع والأشواق…
– إذا: …..
هذه الأخيرة ستكون تمام الــ (21) أتركها لكم؛ لتعانق في لحظة صدق تاريخ عيد الأم 21/3 فاكتبوها بحبر المحبة…
m.sanjalawi@yahoo.com
الدكتور محمد السنجلاوي