ماذا بعد تصريحات جلالة الملك الاخيرة ؟
ماذا بعد تصريحات جلالة الملك الاخيرة ؟
ان المتصفح والمتعمق لتصريحات جلالته الاخيرة يجد ان تلك التصريحات لم تتعرض الى الانتخابات النيابية وهذا دليل قاطع على ان توقيت تلك التصريحات لم يكن بعد الانتخابات ولا حتى قبلها بقليل اي اننا نستنتج بانها كانت في عام 2012 , مما يقودنا الى طرح سؤال مهم جدا وهو لماذا يتم الاعلان عنها في هذه الحقبة الزمنية ؟؟ و يذهب بنا هذا السؤال للتاكيد على ان الحلقة الاخيرة من المشهد السوري باتت على الابواب وان الاجهزة الاستخبارية الغربية والتي تدير قواعد اللعبة متخوفة من نتائج اخراج الحلقة الاخيرة من المشهد السوري ولمعالجة هذا التخوف يتطلب من تلك الاجهزة افتعال احداث جديدة وتصدير مقاطع من الازمة السورية الى اي منطقة اخرى حتى لو كانت تلك المنطقة تتمتع بعلاقات مميزة مع الغرب وذلك لتوجيه وتوزيع انظار الشعوب باتجاهات اخرى مما يعزز ان تلك الاجهزة بذلت جهدا استخباريا كبيرا في السابق حتى تحصل على مثل هذه التصريحات القوية والتي قد ينتج عنها حتما ارباك وزعزعة المشهد الاردني داخليا وخارجيا وقد اثبتت لنا السياسات الغربية السابقة مجتمعة على انها لا تهتم بالصداقات كثيرا بل تعترف وتقترن من مصالحها الوطنية فقط وفي حال تعارض الصداقات مع تلك المصالح فانها عادة ما تنحاز وبدون تردد الى مصالحها مضحية باصدقائها وخير نموذج على ذلك ما جرى مع بعض القادة العرب احفاد تلك السياسات الغربية والشيء المتعارف عليه ان الاجهزة الاستخبارية القوية عادة ما تعمد الى الاحتفاظ دوما بمعلومات وضبوطات واثباتات وسيناريوهات ضد الاشخاص والاهداف ولا تقوم باظهارها الا عند اللزوم تمشيا مع مصالحها واعتقد ان جلالة الملك عندما كان قد تحدث الى ذلك الصحفي لم يكن يتوقع في يوم من الايام ان يقوم ذلك الرجل بافشاء تلك الاسرار والاعلان عنها نظرا للود والاطمئنان والعلاقة الحميمة التي تربط بينهما وقد عزز من الوقوع في ذلك الخطأ الاستراتيجي امام الجهاز الاستخباري والذي ادار ذلك الكمين الضعف الكبير في اجهزة الاستخبارات الهجومية الاردنية والتي من اهم واجباتها الدفاع عن امن الاردن وحيث ان امن جلالة الملك من امن الاردن فقد كان احرى بها ان تعمل على تدقيق ومتابعة ايا من الشخصيات التي يلتقيها جلالة الملك وهذا الواجب الوطني اهم بكثير من قيام تلك الاجهزة بتتبع وتدقيق ابناء الوطن الذين لا حول لهم ولا قوة ومنعهم من التوظيف والعمل هنا وهناك لا لشيء الا لمزاجية في بعض الاحيان او لجغرافيا نتنة في احيان اخرى او جراء وقائع غير مؤثرة لا على امن الوطن ولا على امن الشعب , المهم في الموضوع ان التصريحات فضحت وانتشرت هنا وهناك واصبحت حديث الساعة وهذا يتطلب موقفا وطنيا مميزا من جلالة الملك اولا ومن الشعب الاردني ثانيا بغية تفويت الفرصة على الاعداء وابطال المشروع الاستخباري الاجنبي والذي يريد ان يذهب بالاردن وشعبه الى مستنقع الاحوال لا قدر الله فالمطلوب من جلالة الملك ان يخرج على الشعب الاردني ويتصالح معه ويعتذر عما صدر في ذلك اللقاء وقبل ذلك اللقاء ويطلب من الشعب فتح صفحة وطنية بيضاء للبناء والنهوض بالاردن بعيدا عن الفاسدين واعوانهم وتطبيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية وتحسين مستوى المعيشة والافراج عن ثروات ودفائن الوطن لكي يتنعم بها المواطنون الاردنيون ويجب على الشعب ان يبادر ويمنح الفرصة لجلالة الملك ويقف من خلفه ويحافظ على اللحمة الوطنية وان لا ينجر خلف تلك السيناريوهات والتي ستذهب بالوطن الى الضياع لا سمح الله واود ان اقول كلمة حق ان الشعب الاردني لم يخطئ في اي يوم من الايام بل كان ضحية اولئك الفاسدين المدعومين من الحكومات المتعاقبة على مر تلك السنين ولذلك فانني ارجو واتمنى على جلالة الملك ان يطرح السلام على هذا الشعب الطيب وسيجد ردا اردنيا وطنيا طيبا كما تعودنا فهذا الشعب اعتاد ان يفوت الغالي والنفيس بجلسة فنجان لذلك فان هذا الشعب وفي حال كانت النية وطنية صادقة فانه حتما سيصفح ويسامح وينتظر ويدعم ويعمل لاجل مستقبل اردني مشرق يعالج همومه ومشاكله ويرتقي به الى مضاجع الشعوب المتقدمة سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويلهم جلالة الملك الاقتراب من الشعب فخير الخطاؤون التوابون انه نعم المولى ونعم النصير .
العميد المتقاعد
بسام روبين