انتفاضه مباركه حتى النصر
من واقع الأحباط واليأس وغياب الأفق السياسي للسلطة الفلسطينيه المتمسكه بالتنسيق الأمني وبالمفاوضات الفاشله مع العدو المحتل رغم كل مايقوم به هذا العدو الأسرائيلي المحتل من خروقات واستباحات وتدنيس للمسجد الأقصى وعمليات التنكيل والقتل والأعتقال ، كان لابد ان ينفجر البركان الفلسطيني الذي تم إغلاق فوهته عام 2005 باجهاض الأنتفاضة الثانيه جاءت عمليات المستوطنين والجيش الأسرائيلي الأخيره الأستفزازيه باقتحامات متكرره وتدنيس للمسجد الأقصى ومنع المصلين من الصلاة فيه وماظهر من بوادر من اليهود لتقسيمه زمنياً ومكاناً مع غض الطرف من السلطة الفلسطينيه وملاحقتها المجاهدين واعتقالهم كل هذا كان بمثابة عود الكبريت الذي أشعل الفتيه وألهب مشاعر الشباب الفلسطيني لتبدأ هبة القدس بعمليات فرديه قام بها بعض الشباب لأطفاء مابداخلهم من نيران كبت متقده بعمليات طعن سرعان ماهب الشعب متلاحماً معها معلنا انتفاضته الذاتيه محطماً قيود العدو المحتل وقيود السلطة ورئيسها الذي طالما صرح لن أسمح بانتفاضة ثالثه .
هذه الأنتفاضه لم تفتصر على المقدسيين وحدهم بل هب متلاحماً معها كل ابناء الضفة الغربيه وقطاع غزه وفلسطين الداخل ليعلنوا للصهاينه ان هذا الشعب شعب واحد مهما حاولتم التفرقه بينهم واسمهم شعب فلسطين وأهم مافي هذه الأنتفاضه انها لم تشتعل بتوجيهات تنظيم خاص ولم تنطلق تحت اسم جركة ما وإنما اشعلها الشعب باختلاف أطيافه ومسمياته ومن كل الأعمار لنجد فيها الطفل ذو السبع سنوات والشاب والفتاه والعجوز وهذا يعيدنا الى عام 2006 عندما انتخب الشعب الفلسطيني حركة حماس ليكون تأكيداً بأن الشعب يرفض توجهات السلطه بحل القضيه بالمفاوضات والأنبطاح وتصميمه بالعوده الى ميدان المقاومه والجهاد تحقيقاً لمبدأ مأخذ بالقوه لايسترد إلا بالقوه لأنه يدرك ان اسرائيل لاتفهم إلا لغة القوه ، لذا جاء رد النتنياهو سريعاًعلى الأنتفاضه بأن أعطى أوامره بتعزيز قواته في القدس والضفة الغربيه والسماح للجيش بالعمل الحازم وإطلاق النار على راشقي الحجاره وبدون أوامر ، بينما كان رد محمود عباس ( نحن لانريد هذا وقلنا بالفم المليان نحن لانريد التصعيد ) وذهب الى أكثر من ذلك بأن أصدر تعليماته لهيئة التلفزيون الفلسطيني الوطني بعدم بث الأغاني الوطنيه والحماسيه والبث المباشر من الأنتفاضه ، ولم نعرف على مر التاريخ ان قائد شعب محتل يكبل شعبه ويمنعه من مقاومة الأحتلال ، أما الدول العربيه فقد اجتمعت ساستها في الجامعة العربيه بخجل واستحياء من شعوبها التي تقف مساندة للأنتفاضة بقوه واتخذت قرارها المخزي بتحويل ملف الأنتفاضه الى الأمم المتحده وأمينها العام كي مون وهي تعلم بأنه مهما كانت قرارات الأمم المتحده وان كانت اكثر من الشجب والأستنكار أو الأدانه فلن تنفذها اسرائيل وستلقي بها في سلة مهملات الكنيست ، إلا ان الجامعة العربيه بقرارها هذا تقول للشعب الفلسطيني لم تعد قضبتكم تعنينا ولانستطيع الوقوغ معكم سياسياً ولاعسكرياً ( وهذا خوفاً على مناصبهم وكراسيهم وخوفاً من الغضب الأمريكي المساند لأسرائيل ومن الغضب الصهيوني ) فالزعماء العرب وخاصة أصحاب النفوذ منهم أصبحت كابوساً يؤرقهم خوفاً من أسيادهم خاصة إذا علمنا انهم أصبحوا أصدقاء للكيان الأسرائيلي ومنهم من اتخذ من اسرائيل دولة شقيقه وجارة يعمل على حمايتها وجعل من الشعب الفلسطيني عدواً لدوداً له ولنظام حكمه .
مع ازدياد لهيب الأنتفاضه وتكبيد اسرائيل المزيد من القتلى والجرحى بعمليات الطعن الجريئه الجديده كان لابد لأسرائيل ان تفكر بالخروج من هذا المأزق ولكنها تريد الخروج وهي المنتصره والقادره على كبح جماح الأنتفاضه لذا كان الأستنجاد بأمريكا التي بدأت دبلوماسيتها التحرك مع السلطه والدول العربيه لتمارس ضغوطها لوقف الأنتفاضه ، أكا السلطه في رام الله فكل ماتخشاه ان يخرج الشعب الفلسطيني عن سيطرتها فتفقد مصداقيتها مع اسرائيل ولا مانع من تصريحات لبعض المسؤولين فيها لتهدئة الشعب الملتهب غضباً عليها لعل وعسى ان تجير الأنتفاضه لأسمها وصالحها لتقوم بإجهاضها والألتفاف عليها ، إلا أن الشعب الفلسطبني وشباب الأنتفاضه يدرك هذه الأمور جيداً ويدرك كذلك ان صراعه مع اسرائيل صراع وجود وليس صراع حدود ، لذا نتمنى على شباب الأنتفاضه ونشمياتها ان يختاروا قادتهم من بين صفوفهم ولا ينطووا تحت أي رايه لأي حركة أو تنظيم حتى لايتم الألتفاف على الأنتفاضه وإجهاضها كما حدث مع الأنتفاضتين السابقتين ، وأن لايعولوا على أو يستجدوا شيئاً من سلطة رام الله أو الجامعه العربيه وليدركوا حقيقه بأن السلطه والجامعه العربيه في وقتنا هذا هم حراس على أمن اسرائيل وأداة لينه في يد االصهيونيه العالميه التي تحمل رايتها امريكا العاهره رائدة الأرهاب في العالم
وانها انتفاضة حتى النصر