ما وراء نهر موسكو
سيفتتح في موسكو عاصمة روسيا , اكبر المساجد في اوروبا , إذ يستوعب 10 آلاف مصل في وقت واحد , و يضم قاعات للصلاة رجالية ونسائية، وقاعات للمؤتمرات والمعارض ,والمسجد يقع في حي ما وراء نهر موسكو الرائع الجمال , وهو الحي لذي سكنه التتار المسلمين في القرن السابع عشر عندما اتو الى موسكو, والمسجد الذي تبّرع بالجزء الأكبر من تكاليفه التي بلغت مائة وسبعين مليون دولار , رجل الاعمال الروسي – التتري سليمان كريموف , وتبرعت تركيا بما يقرب من اربعة عشر مليونا , وعمل على الديكور الداخلي للمسجد افضل المهندسين المعماريين من تركيا, وهو واحد من المساجد المنتشرة في موسكو , والتي يقطنها الآن اكثر من مليون مسلم ,وهو عدد لا يستهان به في مدينة يقرب تعداد سكانها من الخمسة عشر مليونا, وستكون صلاة عيد الاضحى فيه .
و أوّل مسجد موّثق ذكره في موسكو يعود الى عام 1712 ميلاديّة, وكان مبنيا من الخشب ويقع في باحة منزل الامير مورزا التتري , ثم بني المسجد التاريخي في عام 1832 , ثم وأصبح جامع ودار لتعليم أصول الدين لأبناء سكان موسكو المسلمين , واغلقته السلطات السوفيتية في العام 1936 , ولكن بعد تفكك الاتحاد السوفييتي استطاعت الجالية الاسلامية وبجهود كبيرة من اعادة تحديث بناء المسجد , وبناء مساجد أخرى تزداد مع الايام , في موسكو وفي المدن الروسية الاخرى , التي عدد المسلمين فيها الآن أكثر من عشرين مليونا , وعدد المساجد ثمانية آلاف مسجد .
يجب على روسيا الحديثة ان تهتم بالشراكة مع الدول الاسلامية , وهي التي تمتلك صفة مراقب في منظمة التعاون الاسلامي , وهذه الشراكة مهمه لأمن العالم وليس منطقة الشرق الاوسط فحسب , وهي شراكة اقتصادية وسياسية , وامكانية هذه الشراكة عظيمة , وللمسلمين في روسيا دور كبير فيها وعليهم ان يشكلوا جبهة واحدة ضد الارهاب الدولي وضد اقحام المسيحيين الارثوذكس والاسلام في حرب مفتعلة , والوصول الى ذلك يكون بالحوار المنتج البنّاء الذي يعمّق الشراكة مع الدول الاسلامية لا ان يقطعها , ويحافظ على مصالح الجميع , وعسى أن يكون افتتاح هذا المسجد , بداية لتقوية العلاقات بين روسيا والدول الاسلامية , للوصول الى نظرة مشتركة لقضايا العالم .
يمكن أن يكون لمنطقة ما وراء نهر موسكو , دور في تقريب وجهات النظر بين الدول الاسلامية وروسيا , مثلما كان دور اول مسجد فيها والذي اقيم فيه اكثر من مؤتمر لمسلمي عموم روسيا .