انطلاقة جديدة لرابطة الكتّاب
ننظر نحن الناس العاديين الى رابطة الكتّاب الاردنيين , على انها حاضنة الادباء والمفكريّن الذين ينيرون للناس طريقهم , ويوسعون مداركهم بما ينشرون من روايات وقصص , وشعر وكل ما يمت للثقافة بصلة , واذا كان الكتّاب في بلد ما , على مستوى عال من الاحساس بالوطن , همومه ومآسيه , الاحداث التي يتعرّض لها فتتغيّر مسار الحياة فيه , العيش اليومي للناس , احتياجهم لروّاد في العمل الفكري , يكونون في مقدّمة من يطرحون المشكلة ويقترحون الحلول , في رواياتهم وقصصهم وشعرهم , نبض حياة للقارئ والمتلّقي لإبداعاتهم .
مؤسسي رابطة الكتّاب , عيسى الناعوري ومحمود السمرة وسليمان عرار وغيرهم , وضعوا اهدافا وغايات للرابطة تكون منارة لعملهم وعمل الهيئات الادارية المتعاقبة على قيادتها , مثل تنشيط الحركة الفكرية والأدبية وتوسيع قاعدتها والعمل على توسيع دائرة القارئ وتعميق ثقافته الفكرية, والملاحظ انّ الحركة الادبيّة في تراجع مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة , والتي لا تستخدم الاّ في حدود ضيّقة لنشر الصورة المرجوّة للثقافة وتستخدم لأغراض تافهة احيانا كثيرة , وعلى الرابطة ان توفّر للكاتب الاردني ظروفا للانطلاق الى القارئ في الوطن العربي والعالمي , ويوجد في الاردن من الادباء من يستحق ان يكون في مصاف العالمية لو وجد الدعم المناسب .
وبعد أن تمّت انتخابات الرابطة , ونجح فيها ثلّة من الادباء المشهود لهم بالحس الثقافي العالي , والمبدعين في مجالاتهم , فان المطلوب منهم ان يتحرروا من عقليّة الرأي الواحد ويستمعوا لآراء كل الناس فيما يحتاجونه من الرابطة , في عملها ليس مع الكتّاب والادباء فقط ولكن مع عامة الناس , الذّين يتوقون لثقافة تنويرية جديدة مبنيّة على احترام قدرة الفرد الاردني في السمو الفكري , وتوقه للنهل من منابع ثقافية تكون عونا له في انارة طريق حياته بالمعرفة , من خلال الاعمال المعبرّة عن آماله .
اتمنّى في المستقبل القريب ان يكون للرابطة فرع في احد المحافظات الجنوبيّة كما هي منتشرة فروعها في المحافظات الشمالية , وربما يكون التقصير من المثقفيّن من اهل الجنوب , الذين لم يطالبوا بأن يكون للرابطة فرع بإقليمهم ,لكي يكون منبرا يتحاورون من خلاله لإيصال صوتهم , وكتاباتهم وابداعاتهم , ولكي تتحقق رؤية الرابطة في الانتشار الى كافة مناطق المملكة .