0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

في الأردن ، ملك عادل لا يُظلَم عنده أحد …

أستغرب أن تهلل وسائل الإعلام، وأن تنطلق حناجر الناشطون بالشكر والتمجيد بسبب إستقبال بعض الدول الأوروبية لبضعة مئات أو ألاف من اللاجئين السوريين واصفين ذلك بالعمل الإنساني النبيل متناسين غرق المئات منهم في البحر وتنكيل رجال الأمن بمن تبقى من الناجين على الحدود وحشر من ينفذ منهم داخل معسكرات مغلقة تحت ظروف سيئة . هل يعود ذلك إلى تربيتنا منذ صغرنا على مقولة أن الفرنجي برنجي وتأثيرها على كافة مناحي حياتنا بما فيها تصنيف اللجوء الإنساني، إستقبل الأردن وعلى مدى أربع سنوات مئات الألاف من اللاجئين السوريين وقبلها أعداد كبيرة من العراقيين وقبلها غيرهم،إستقبلتهم أفراد قواتنا المسلحة بالإنسانية والإبتسامة وأمنتهم بالماء والغذاء والغطاء وساعدت بحمل الأطفال والمسنين ومعالجة الجرحى والمصابين، لا أريد ذكر الخدمات التي قدمها الأردن لكل هؤلاء فقد تقاسمنا معهم الماء والغذاء والهواء، حتى فرص العمل تقاسمناها على حساب إبن الأردن دافع الضرائب، يتمتع اللاجئون السوريون بالماء والكهرباء والإنارة والطرقات داخل مخيماتهم في الوقت الذي تفتقر لهذه الخدمات مدن وقرى أردنية يقطنها مواطنون أردنيون يقع بعضها بجوار هذه المخيمات، حتى المقاعد المدرسية تقاسمناها معهم وأعفت الحكومة الأردنية طلبتهم من الرسوم المدرسية وأثمان الكتب في الوقت الذي يجري طرد الطالب الأردني إذا تأخر بدفع ما عليه، ويحصل كل لاجئ على طرود غذائية ومصروف جيب وأعرف مناطق في الأردن ما زال غذائهم اليومي الخبز والشاي، لا نريد حمداً ولا شكورا على كل ذلك لأننا نقوم به من منطلق واجبنا القومي تجاه أشقاؤنا، ولكن في المقابل نتألم عندما نرى ونسمع النكران الذي يصل لحد الشتائم والإهانة لبلد وشعب قدم فوق طاقته وإمكاناته، الشعب الأردني طيب ويرضى بإبتسامة صغيرة صادقة تظهر الشكر والعرفان فلا تحرموه منها .