يا صاحب العطوفة..
ما زالت الأغوار الشمالية تعاني من الإقصاء والتهميش الحكومي وتدني في مستوى الخدمات والبنى التحتية الأساسية وهي أدنى حقوق المواطن الأردني ومن يعيش في هذا الوطن.
حالة من اللامبالاة يعيشها مسؤولوا الأغوار الشمالية رغم كثرة النداءات من أهالي اللواء بتحسين الخدمات ومتابعة مشاكل المنطقة لحلها نظرًا للواقع المتردي الذي يعيشه الغوريّون، الإ أن أصحاب العطوفة جعلوا أصابعهم في أذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارا.
المعضلة تكمن أن يلقى المسؤول عن عاتقه ويرمي به على ظهر المواطن وتوجيه أصابع الإتهام نحوه.
فمثلًا أن يتهم مسؤول ما في الأغوار الشمالية وعلى الملأ سكان الأغوار الشمالية بأنهم المسؤولون عن مشكلة ما، وهم سبب هدم ما نبنيه من خدمات ومرافق لسوء الاستخدام وغيرها ومما يندرج ضمنها. وأُعيدَ هذا الكلام مجددًا من رؤساء إحدى الدوائر الحكومية أيضًا؛ نقلًا عن صديق لي.
وما خُفيَ أعظم.
بكل أسف وكأننا أصبحنا المخربون والبلطجية والمعتدون على كل ممتلكاتنا -ممتلكات الدولة بنظرهم-، رافعون أصابع الإتهام تجاهنا دومًا.
أيستكثرون علينا العيش على هذا الوطن، أوليس الوطن لنا وللبشرية جمعاء، أم أن الوطن لهم وحدهم ولزبانيتهم!
الشعبّ الغوريّ طيّب جدًا، كحال الشعب الأردني، تعجز الحروف هنا عن تكوين مفرداتها للتعبير عن الحال، لكن من يعاشر أهل الغور الطيبون، سيعرفهم..
لا أبرر في هذا السياق على أن شعب الغور هم الملائكة على هذه الأرض، بل كحال كل المجتمعات، يوجد اللصوص والبلطجية والمخربون، وهذه فئة قليلة لا تُعمم على الجميع، وهذا ما يستفزني ، أن تُعمم هذه الحالات على عموم المجتمع، وممن؟ من ولاة الأمر في هذا اللواء..
سؤالي هنا وأوجهه لك يا “مدير، و…” : لو لك إبنًا يقوم بكسر ضوء البيت كل يوم ، كيف سيكون تصرفك تجاه ذلك؟
ألا تعتبرنا أبنائك يا صاحب العطوفة، وتعاملنا معاملة الأب لإبنه، وتتوقف عن كيل التهم تجاهنا..
كفى، حقًا كفى..
فالوطن ليس لك وحدك، الوطن أكبر من الجميع..
وسلملي ع الغور المسروقة خيراته، والرحمة ع اولاده اللي غرقوا بمياته..