0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

ليس عيداً بل هو

من كل ناحية يطرق السمع،ويتراءى للعين،  خبر اقتراب عيد الأم، وبوصفي متشددا كما يحاول النقاد نعتي،فإنني أستنكر الاحتفال بهذا العيد الدخيل، فأنا أولا مسلمٌ لا أحتفل بعيدٍ ليس من شريعتي فهو مرفوض كعيد ٍمهما كانت صفته التي يأتيني بها، وهذا محرَّمٌ على كل مسلم…………. أقول هذا! وأعرف الآن أن هواة التمرد على الشرع ستتقطع شفاههم من كثرة الضغط عليها بأسنان الغيظ!
 
ولكن لن أحيد أبدا وسأجعل من عنادي صخرة ًأغلق  الباب بها بوجه جميع الأعياد، ولن أعود لفتحه إلا لعيدين حميمين حدَّدَ الله تعالى لي الإحتفال بهما وبين أنه يتوجب علي الاحتفال وجوبا وليس تفضلاً، فأخرجني عن عادتي في أول أيامهما، وجعل لي صلاة تتعلق بهما ولا تصح بغيرهما،وحرَّم علي من الأعياد سواهما.
 
 وسأحتفل وأفرح وأعلو  وأفخر بهما، فمن من سائر الناس يستطيع أن يأتي بعِيد ٍمنصوص عليه كعيدي؟  ومن يحمل توثيقا لعيد ٍيقبله الله سوى عيدي؟! لذلك فلن أدخل الدُّخلاء الغرباء من بابي، ولن أسمح لهم ن يشوِّهوا ديني؛ وَلْأكن بعد ذلك متخلفاً ورجعيا ًوظلامياً ومستبداً.
 
وأحسبني أعلم أنهم ما جاءوا بهذا العيد إلا ليهدموا انتظامي اليومي في رؤية أمي وممارستي لطاعتها، ويريدون أن يخصصوا لي يوماً ،صنعه الوثنيون كما ينقل ذلك المضطربون في التاريخ، أو اخترعته امرأة من أمريكا كما يقول المحققون منهم ، أو كما يهينون هذا اليوم زيادة فيقولون اخترعه هتلر .
 
فأنا لا اقبل بيوم ٍإلا يوماً، سَنَّهُ لي الله تعالى ونَصَّ عليه، لأن (الأعياد من الشعائر)والشعائر موقوفة ولايجوز الاختراع ولا الابتداع فيها .


وإن ادَّعَوْا أن الاحتفال به فضيلة،فأنا لا أقبل أن تتسلل الفضيلة إليَّ بثوب متَّسِخ، لأنني ارفض أيضا أن يُصَّورَ( أبي )أنه ذَكَرٌ ارتكب نزوةً  ثم  فر   متسكعاً في شوارع النسيان، ولم يقدِّم في حياته سوى نشوة اقترفها وألقى بحِمْلِها فوق أمي، فعانت ولم يعان، وسهرت ولم يسهر ،ورَبَّتْ ولم يُرَبِّ……..كما يحصل في عالم الغربيين لأولاد النشوة،الذين عرف أحدهم الدنيا ولم يعرف له أباً!   أو انجبته أمه بتقديم طلب ٍ لبنوك الحيوانات المنوية، أو كان ابوه سِكِّيراً وأنجبته نتيجة خطئ ٍفي تناولها للموانع، فهجرها الأبُّ عقابا لها. 
 
 
وأرفض أن أتمثل حالة الغربي، الذي جعل لأمه يوما ليلزم نفسه بتذكُّرها فيه، ولن أقبل أن أتمثل حالته الدونية، في تقبيل رأسها، ومن ثم وضع قدميَّ مرفوعة في وجهها، ولن أقول لها أو لأبي (أرجوكما لا تتدخلا في خصوصياتي) .
 

ولن أقبل بإقصاء أبي من أيامي جميعا كما لن أقصي أمي، وسأبقى أحاول الفوز ببرِّهما، مع توفير  حالة من التفوُّق لديهما، وسأجعلهما يمارسان أقصى حالات الغرور  والتمرد فوق رأسي الذليلة تحت أقدامهما،(كما هو خفض جناح الذل) وقد اختصر علي ربي طريق الكلالة فقال ( وبالوالدين إحسانا) وقال إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما) ولم يفرد أحدهما بواجب الرعاية والعناية، وان كان نَصٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، يستلزم حسن الصحبة للأم فإنه لم يُقْصِ الأب كما أقصاه المتمردون على الشريعة، وليس معناه أن خصوصية الصحبة للأم تكون بإفراد عيد لها يخالف شرعي، فعندما كانت أمي تحنو  وتعمل خياطة، وتتبرع بتربية الغنم ، كان أبي يمضي أيامه في المعسكر من أجلي، وحتى في إجازته كان يعمل بالأجرة من أجلي ، لكي لا أكون ناكرا ًيوماً ما وأحتفل زوراً بأمي.
 

  ولماذا أقلِّد من هو  دوني في الحياء والبرِّ والعقيدة.
 
يمنعني ديني ويؤثمني ربي، إن احتفلت بغير ما سَنَّ لي من الأعياد، وكعادتي في رفض السير متخفيا، فسأرفع رأسي وأصدع، وأقول أنا مسلمٌ وأفتخر بديني، وشعائري وأعيادي.
 ولن أقلد أمَّة في شعائرها، فليس من أمَّة لديها من الله برهان على ما تفعله، كما أجد البراهين عندي في كتاب ربي وسنة نبيي صلى الله عليه وسلم فمن مثلي؟ !