المتفزلكين ورحيل الحكومة
أعجب وأجزم ايضا ان غالبية الشعب الاردني يوافقونني بإستعجابي من فزلكات البعض في أمر قياس درجة الرضى الشعبي على اداء الحكومة مقارنة مع درجة الرضى على اداء مجلس النواب والذين يسعون جاهدين الى توفير القناعة بأن اداء النواب هو افضل من اداء الحكومة حيث لا يمر شهر الا ونسمع المتفذلكين يروجون بقرب رحيل هذه الحكومة .
الكمال لله وحده لكن الواقع والمعطيات تشير الى ان هذه الحكومة وبوجه عام تمكنت بفضل رئيسها من التعامل مع قضايا وموضوعات عامة كثيرة وكبيرة هي من مخلفات حكومات سابقة تراكمت بسبب تراخيها من جهة وحرصها على كسب الشعبيات من جهة ثانية وبالتالي ورغم الانعكاسات الصعبة لأغلب القرارات التي اتخذتها هذه الحكومة على المواطنين فمن المنطق والموضوعية عند تقييمها ان يتم الأخذ بعين الاعتبار ما تورثته من قضايا ومشاكل عن الحكومات السابقة .
مناسبة الحديث التصريحات التي ُأسندت مؤخرا لرئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة بشأن موقفه من المشاورات النيابية التي رافقت تشكيل هذه الحكومة منتقدا التجربة بتسمية رئيس الحكومة وملمحا الى وجود فجوة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية فرضتها وكما قال على المشهد السياسي المحلي ” نصوصا دستورية ” .
ما جرى ان بعض المتفذلكين استغلوا تصريحات رئيس مجلس النواب والتي ُتعتبر وجهة نظر خاصة به بتفسير ما قاله على هواهم لاستخدامها من اجل اعادة الترويج بقرب رحيل هذه الحكومة والذي يتناقض مع أمرين رئيسيين اولهما النهج الملكي بخصوص تشكيل الحكومات الذي بدأ مع تشكيل هذه الحكومة بالمشاورات النيابية حيث تطلعات جلالته ان نصل في الاردن الى تشكيل حكومات برلمانية والثاني ما المح اليه رئيس مجلس النواب بوجود نصوص دستورية وراء الفجوة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية .
بتقديري ان الكرة هي الان في ملعب النواب انفسهم ويتمثل الحل بسرعة انجاز قانون انتخابات برلمانية فكما نعلم ان حل الحكومة مرتبط بحل النواب وبالتالي من الصعب والحالة هذه رحيلها قبل ان يتم انجاز قانون الانتخابات الجديد .