0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

ليسوا ثوّارا مثلك يا هلالي

  
 
 
   في مثل هذه الايام قبل اكثر من مائة وخمسين سنه , ولد شيخ المجاهدين عمر المختار المنفي الهلالي في صحراء برقة , وفي مثل هذه الايام ايضا , وكان عمره اربع وسبعين عاما , تمكن بعض المرتزقة العرب ممن يعملون مع المستعمر الايطالي من القبض عليه عندما كان يزور مدينة البيضاء مع قليل من اصحابه , وسلّموه لمن كان المختار يحاربه لأجلهم , ولأجل حريّتهم وخلاصهم من نير الاحتلال البغيض , وتم الحكم عليه بالإعدام , وتنفيذ الحكم فيه ظنا من الايطاليين بأنهم سيخمدون نار الثورة بعد استشهاده , ولكنهم اخطأوا وطردوا من ليبيا بعد سنوات قليلة من اعدامه.
يا عمر المختار , انهض من قبرك لترى احفادك العرب المسلمين , الليبيين وغيرهم يتقاتلون فيما بينهم , وكل فئة منهم اتخذت من اعداء امتهم حليفا , يعتقدون كما اعتقد الشارف الغرياني انّهم يريدون لهم خيرا , وانّهم انما يقدمّون المساعدة لهم لوجه الله , يتقاتلون من اجل الظفر بالسلطة التي يحلم كل فئة منهم بها , فقد قتل الآلاف ولم يعرفوا لم قتلوا , وتشرّد مئات الآلاف في اوطانهم وخارج اوطانهم , بعضهم يركب مركبا يتسّع لعشرات مع مئات من الهاربين مثله , يهربون من اتون حرب مستعرة بين اشقّاء في الدين واللغة والارض , ويبدوا انهم قد نسوا ان اجدادهم كانوا يقاتلون المستعمر الايطالي والفرنسي والانجليزي حنبا الى جنب , يريدون خيرا لوطنهم وعيشا كريما لأبناء هذه الاوطان .
يا شيخ الشهداء , سلّم على سلطان باشا الاطرش وعزالدين القسّام وقل لهم ان احفادهم يساعدون من كانوا الدّ اعداءهم , في يوم من الايام , على تقسيم بلادهم الى قطع صغيرة , حتى ترضي رغبتهم جميعا بالسلطة , وحتّى لا يخلع الكرسي من تحت بعضهم , فمن يقاتل اخيه رغبة في قتله , لا بدّ وان يخدم بفعلته اعداؤه واعداء اخيه , وواهم من يظّن ان عدوه الذي يساعده في قتل اخيه يحبّ الخير له , فها هم قد صرّحوا أن تقسيم العراق الى دويلات ثلاث , هو الحل للأزمة في العراق , وللقتال الدائر فيه , وسيصرّحون بأن تقسيم سوريا وبعدها ليبيا الى دويلات هو الحل أيضا , وسيجد الاخوة الاعداء انفسهم وقد ساعدوا في تقسيم بلدانهم خدمة لأعدائهم .