ضريبة دفاع على المغتربين
بداية أرجو ان أوضح انني لست عضوا في حزب سياسي او مؤيدا لحكومة دون اخرى او ناشطا في جماعة او طائفة، كما انني لست بصدد المدح او الذم او النقد في هذا المقام. بعد هذه المقدمة أودّ ان اؤكد انني مواطن أردني مغترب أحب وطني الى ابعد الحدود وهو في قلبي ثانيا بعد الله… وانا اذ اكتب هنا فلا اريد ان ادخل في مهاترات ولا اريد من احد ان يبيعني وطنيات، دفعني الى هذه الكتابة مطالبة اخوة اردنيين في المغترب عبر الفيسبوك من الحكومة، اعفاء جمركيا لسياراتهم بعد نهاية الخدمة في الغربة.
انني احترم مطالب أشقائي في الغربة ولكني اقول ان هذا الطلب كان مبررا ومقبولا قبل خمس سنوات على الأقل لان الأوضاع المحيطة بالاردن كانت افضل بكثير مما هي عليه الان. الكل يعرف ان الاْردن يعتمد الان بشكل أساسي على المعونات والمساعدات ، وأصبحنا لا نشعر بالخجل عندما نتحدث في وسائل اعلامنا عن المنحة الخليجية وعن تأخرها وموعد تسلمها. لم نعد نحن الأردنيين اصحاب اليد العليا كما تربينا ولن نعد أولئك الذين يوقدون النار ليلا في أعالي الجبال لكي يهتدي إلينا التائه والجائع وابن السبيل.
استمعت قبل فترة عبر برنامج البث المباشر في الاذاعة الاردنية الحكومية رجلا يستجب اي شي حتى لو كان رغيف خبز ، أليس هذا مدعاة للحزن. كفانا تبجحا ورياء ، فبلادنا مجهولة في الخارج ولا يعرفها الا من زارها. ان وطنيتنا تلزمنا ان ننهض ونهب سريعا لمساعدة بلادنا التي ترزح تحت نير دين ثقيل وتحيط بها الاخطار من كل جانب. نعم نحن نخوض حربا ولا ندري ماذا يحدث غدا. يجب الا يثنينا ما نسمع عن الفساد من خدمة بلادنا، فهي عامرة باهلها وابنائها المخلصين دائما.
ان تبدل الحكومات في بلدنا لن يغير من اوضاعنا شيئا اذا لم نبادر نحن الأردنيين الى التضامن مع الحكومات من اجل اخراج بلادنا من العوز والفقر والحاجة. وخلاصة الامر فإنني اقترح على أبناء بلدي في المغترب ان يتبرعوا الى خزينة الدولة وان يساندوا بلادهم في هذا الظرف العصيب والا يمانعوا ان تفرض الدولة – أسوة بدول في منطقتنا – ضريبة على المغتربين تحت عنوان – ضريبة الدفاع- ندفعها عن طيب قلب .
وما دام الحديث عن جمركة السيارات فإنني أطالب صاحب القرار في الاْردن بان يعمل بقوة على سحب السيارات الفارهة من كبار رجال الدولة والمتقاعدين منهم سواء كانوا في الحكومة او الجيش او الشرطة، لان المسؤول يتقاضى راتبا عاليا يخوله استخدام سيارة خاصة وسائق. ان الأوضاع في بلادنا لا تحتمل التسويف والمداهنة والكذب، ونشر الموائد على الملا ، والتباهي بحضور حفلات الزواج . يجب ان تتوقف كل هذه الممارسات الفارغة وان يتركز الاهتمام على أمن البلد وحمايتها من الاخطار. انني اذ أتقدم بهذا الاقتراح لأرجو ان اجد اجراء سريعا من كبار المسؤولين في الدولة بخصوص هذا المقترح راجيا ان تكون – ضريبة الدفاع على المغتربين – مجزية ولا تقل عن الف دولار سنويا على كل موظف وليس على كل عائلة. والله من وراء القصد.
صحفي واعلامي أردني ، يعمل في محطة ال بي بي سي -عضو نقابة الصحفيين البريطانية – لندن*
المقالة منقولة عن صفحة الزميل سالم العبادي على الفيسبوك