0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

بوح البؤساء

 
دولة الرئيس
من صحراء البادية نهديك بؤسنا .. من اشجار الزيتون المعجونة بالتعب والارض ووهج الشمس التي ماتت نبعث اليك قلقنا .. من بيادر القمح التي توارت نهديك وجعنا ..عذراً ايها الرئيس لم يعد لدينا (مرياع) والحمار قد مات .. واختفى ثغاء النعاج وغادرتنا الذئاب بعوائها فلم يعد لها نصيب من القطيع .. فالقطيع اكلته فنادق ومطاعم عمان ، لان الفاسدون لا يأكلون سوى قطعان الفقراء ، وراعية القطيع ايها الرئيس لم تزل عذراء ، لقد جفت منابع الزواج حين بلغت من الكبر عتيا ، لم تزل عانس وراتب (المؤونة) قطعته الوزيره .
ايها الرئيس .. لم يعد لدينا بيت (للعرزال) لأنه لا (مونة) لدينا كي نخبئها ليومنا الاسود ، لان كل ايامنا باتت سواد .. وهجر ابنائنا المدارس حين طوقوهم بالأوامر والتعليمات ولبسوا البساطير كي يحموا ابناء الاغنياء والغناء .. وابناء الشهداء الذين دافعوا عن ثرى الوطن هم الان على ابواب الوزارات .. والارامل والايتام ايها الرئيس اصبحوا على ابواب الجمعيات من قلة الحيلة يرتجون فاسداً او قاطع رحم كي يرحم جوعهم ، فقوانينك ايها الرئيس ابت ان يكون لهم احترام ، فهل عيب ان تجازي الوفاء بالوفاء ؟!!!!!!!!!!!!!!.
ايها الرئيس .. أتعلم ..؟؟ لم يأتينا العيد بعد .. فقد سمعنا انه ادرك عمان ولم يدركنا .. وبانه اعتذر منًا لان اطفالنا لم يشتروا ملابس العيد وحلوى العيد .. لقد ناموا اطفالنا صباح العيد ظناً انه ليل وقد حسبنا انهم اموات .. هم اموات في وطن يحيا فيه الفاسدون.
ايها الرئيس .. لقد اثقلت ارجلنا البساطير فنحن من بدء الوطن نلبسها ولم يلبسها الفاسدون.. ما زلنا ايها الرئيس نلبس البساطير المعفًرة بتراب الوطن ونفخر بها حين لا يفخر بها الفاسدون .. ما زلنا ايها الرئيس نلبس شعار الجيش والتاج الملكي نحمي الولاء وغيرنا بدلوا الف ولاء وما زالوا اسيادا .. هل تعرف البساطير ايها الرئيس انها قصة عشق بيننا وبين البساطير ، لقد عشقنا البساطير مثلما يعشق العشاق .. وتزوجنا من البساطير وانجبنا بساطير بنكهة التراب .. فهل للبساطير مقدار عندك ام من يلبسها كتب عليهم الفقر والعذاب .
ايها الرئيس .. لا تمد يدك الى جيوبنا فجيوبنا فارغة لقد افرغتها الحكومات طعاماً للفاسدين .. لا تمد يدك ايها الرئيس الى جيوبنا فقد لبسنا ثيابا بلا جيوب ، كأنك لا تعرف جيوب الاغنياء!!! .
لن نذكرك ايها الرئيس ذكر الوفاء ..ففي قلوبنا حقد كحد السيف الذي اثقل الغمد ، سوف ننساك ايها الرئيس نسيان الجحود فقد انزلتنا منازل الفقر المشبع بالضياع .
لن يذكرك الاطفال ايها الرئيس لأنك حرمتهم من ملابس العيد وفرح العيد ، لن تذكرك ( العنايا) ايها الرئيس ما دمت قد تخليت عن الوفاء .
ايها الرئيس لقد قتلت فينا الولاء والانتماء لم يعد يهمنا الولاء الممزوج بالفقر والمذله ، لم يعد يعنينا الولاء المغموس بحياة البؤساء .

Mafraq1966@gmail.com