احترام شهر رمضان واجب
احترام شهر رمضان واجب على الجميع، فصيامه لا يكون عن الطعام والشراب فقط، بل عن كل شيء يقوم به الإنسان، من التلفظ، أو النظر، أو التصرف بأي شيء لا يتوافق مع آدابه، ولكن للأسف يوجد أشخاصٌ لا يحترمون هذا الشهر الفضيل، ولا أبالغ أن قلتُ بأنهم يتعاملون معه مثله مثل أي شهر من شهور السنة، متجاهلين ومتناسين احترامه، فهناك العديد من التصرفات السيئة التي يقوم بها البعض، غير مراعين حُسن التعامل مع الصائمين، وحتى مع الناس كافة، متجاوزين القيام بالقول والفعل المتصلان بالخير؛ لأن ذلك يساهم في نشر معاني احترام شهر رمضان في المجتمع.
توجد مجموعة من المواقف السلبية، التي تصدر عن أشخاص، لا يهتمون في احترام شهر رمضان، فيقصدون القيام بكل شيء قبيح، لا يليق في هذا الشهر الفضيل، ولا يلتزمون بطاعة الله تعالى، والتعاليم الدينية، وقد قرأت كما قرأ الجميع الخبر عن السيدة التي قامت بصفع ( كنترول باص ) لمجاهرته في التدخين أمام الناس في نهار رمضان، فإن ما قامت به تلك السيدة، يستحق الاحترام، والتقدير، والإشادة لموقفها الرافض لهذا التصرف الغير سوي، من قبل ذلك ( الكنترول )، فعندما يقوم أشخاص مثله، بارتكاب أمور تستهين بشهر رمضان، عندها من الواجب تأديبهم ووضع حد لهم.
ومن المواقف السلبية الأخرى التي شاهدتها عندما كنت اشتري بعض الأغراض من السوق، قيام شاب بالمناداة على فتاة، وما إن انتبهت له حتى أسرعت الخطى لتتجاوزه، ولكنها تفاجأت بظهور شاب آخر، يقول لها: ( صبية، صبية، ردي عالشب اللي بنادي عليكي، بده يحكي معك بموضوع )، فقامت بالركض مسرعة واختفت عن الأنظار، وما كان من الشابين إلا أن تبادلا الضحكات الاستفزازية، دونما اهتمام لما قاما به، فهذا الموقف يدل على عدم التربية المحترمة لهم من قبل أهلهم، واصرار بعض العائلات على ترك أبنائهم، يفعلون ما يحلو لهم، دون مراقبتهم، ومعاقبتهم، ومحاسبتهم، مما يجعل أولئك الشباب المستهترين يقومون بتصرفات سلبية كمعاكسة الفتيات، وتعاطي الكحول، والمواد المخدرة في الأيام العادية، فكيف في شهر رمضان؟!.
وأخبرني شخص عن موقف سلبي حدث معه، عند ذهابه لشراء الخبز من أحد المخابز، فطلب اثنين كيلو خبز من الشاب الذي يعمل على تعبئته، ولكنه لم يرد على طلبه، مما دفعه لتكراره أكثر من مرة، ليملأ الشاب الكيس بنوع خبز لا يريد شراءه، ويناوله لذلك الشخص، وعندما رفض أخذ كيس الخبز، أجاب الشاب غاضباً: ( ما بدي أحكي وأنا صايم )، وأكمل قائلاً: ( ما أنت شايف الرف فاضي، استنى خمس دقايق، أو خذ من هذا الخبز )، فما كان من الشخص إلا أن تمالك أعصابه وغادر المخبز دون شراء خبز، فبتصرفه الايجابي هذا، تجنب اندلاع مشكلة من لا شيء، بسبب عدم تحمل ذلك الشاب العمل في رمضان وهو صائم!.
تدل المواقف سابقة الذكر، على استهانة مجموعة ليست ببسيطة من الناس، في الالتزام بآداب شهر رمضان المبارك، وهذه التصرفات التي ذكرتها ليست بالفردية، بل للأسف موجودة وبشكل يومي عند الكثيرين، فعندما يتم الإفطار علناً، ومعاكسة الفتيات، وإثارة المشكلات، التي تصل إلى الشتم بشتائم بذيئة، يفسر ذلك وجود فجوة فكرية، وأخلاقية، وتربوية عند أولئك الأشخاص الذين لا يحترمون الشهر الفضيل، ولا مشاعر الصائمين؛ لأنهم يريدون السير وفقاً لأهوائهم، ضاربين في عرض الحائط، التعاليم الدينية التي تحث على عدم المساس بقواعد وفروض الدين.
يأتي شهر رمضان حاملاً معه الخير والبركة، فيجب أن يتم الالتزام فيه بالأخلاق الكريمة بالتعامل مع الناس، والقيام في الأعمال الصالحة، والابتعاد عن التصرفات التي لا تتناسب معه، ويعلم النفس ويعودها على الصبر في تحمل الجوع والعطش، فعندما يتحمل الناس بعضهم بعضاً، يكون ذلك من الأمور الايجابية لتحقيق الصبر الذي يعلمنا إياه شهر رمضان، ويجب أن يبتعد الانسان عن الغضب، ويتمالك نفسه، ويحترم الآخرين، كما يريد منهم احترامه، وأقترح على من يجد أن الصوم يسبب له الغضب والعصبية في التعامل مع الناس، تذكر أن صوم شهر رمضان هو فرض من الله تعالى، وليس من عند الناس، ففي هذا الشهر الفضيل، فرص عديدة للخير وزيادة الحسنات، فيجب أن يتم الحرص على اغتنامها، وأن يبتعد كل شخص عن القيام بأي تصرف سلبي، وأن لا يكون السبب الوحيد لذلك أنه صائم.
مجد مالك خضر
mjd.khdr@yahoo.com