في رثاء مفتي معان
في رثاء مفتي معان
د عودة ابو درويش
يقترب منا شهر رمضان مسرعا” الخطى , للعابدين الراجين مغفرة ورحمة من رب العالمين , المصليّن في مسجد المصطفى ,الذين يصلّون التراويح فيه من دونك هذا العام , المسجد الذي لم تتأخر يا ابا ايوب , عن صلاة مفروضة فيه , وانا اجيل بطرفي بينهم , لعلّي اجدك , وارى ابتسامتك الهادئة, ووجهك الصبوح واستمع الى عظتك و درسك غير الطويل , لكن فيه من العلم أوسعه , ومن النور الذي ينير للمصلّين طريقهم , اشعة تصل الى اسماعهم وابصارهم وافئدتهم , يستمعون اليك بشغف , يريدون منك المزيد , عظة من غير تطرف, معرفة بأمور الدين عظيمة و اجابات على اسئلة الحاضرين شافية , حفظ لكتاب الله واحاديث رسول الله , علية الصلاة والسلام .
اخبرك ابا ايوب , ان المسجد , مسجد المصطفى , كما هو , لم يتغيّر فيه شيء , الا أنّه يحن الى لقياك , ويئن من قلة الاستماع فيه الى عظاتك , وابو علي كما هو قبل الآذان وبعدة , يذكر الله كثيرا ويصلّي على رسوله , وينبه الناس الغافلين عن الصلاة , في الفجر والعشاء وكل الصلوات , ويذكر ابتسامتك الرائعة ان اطال ابو علي في ذلك , لكن ليس هو وحدة من يحن الى ايامك , فكل المصليّن, المداومين على الصلاة فيه , لا يغيب عنهم محيّاك ولا تلاوتك للقران بصوت ولا اروع , وتجويد ولا اجمل .
نفتقدك ابا ايّوب ونفتقد امثالك من الدعاة الذين يدعون الناس الى دين الله من غير غلو , ولا تطرف , وبدون هوادة في امور الدين المسلّم بها , لا تفتي من غير دليل , ولا تنكر على احد امرا فعله , من دون ان تدله على الاصح , واظن انك ام تغضب احدا في حياتك , ولم يغضبك احد , ومن يجرؤ على ذلك , واعلم انك المسامح دائما لأخطاء الناس بحقك , ولكن الغاضب دائما ان انتهكت حدود الله .
رحمك الله ابا ايوب , صالح الرواشدة , وزوجك وابنتك رمال واعلم انك كنت تحب ان تكون مثل بناتك , مع انك لست والدها وكيف لا وهي الحافظة لأغلب كتاب الله , وادعوا لك ولهم الله ان يدخلكم الجنة , وان يغفر لكم .